واجهت المنطقة العربية مع بداية القرن العشرين تحديات ومشاكل كبرى تمس هويتها واستقلالها السياسي والاقتصادي ومكانتها الحضارية والعلمية بين الأمم، لتصبح الحاجة إلى تجديد أسس ومعاملات خصوصيتنا الثقافية أكثر إلحاحًا من ذي قبل، ويغدو فرضًا واجبًا على جميع مثقفي العرب أن يراجعوا تراثنا ولغتنا وآدابنا، وبالطبع خطابنا الديني وتفسيراتنا للنصوص المقدسة، فكما يقول رائد المجددين الشيخ «أمين الخولي»؛ «إن أول التجديد هو قتل القديم بحثًا وفهمًا ودراسة»
مع بدايات النصف الثاني من القرن العشرين . إنها نفس الحقبة التي شهدت أخطر تحدياتنا الحضارية طرا ، و أكثرها وبالا ، غرس العدو الصهيوني في قلب الوطن العربي معززا و مدعما بتأييد الحضارة الغربية التي تملك عناصر القوة و التقدم و العلم و الحداثة ، و مدعما بنموذجها الحضاري ذاته ، ليزداد فرض التجديد إلحاحا ، لا سيما بعد ان حططنا السلاح و سلكنا طريق المفاوضات و المواجهة المباشرة . ثم يشهد العقد الأخير طوفان العولمة يندفع مهددا باكتساح كل الخصوصيات الحضارية ، فيفقد العالم الإنساني ثراءه و تنوعه و تعدديته ، و لا يبقى الا النموذج الغربي الأمريكي . و في موجهة العولمة يغدو فرض التجديد أكثر وجوبا من كل ما سبق . هكذا فرض القرن العشرون قضية التجديد علينا ، فرضا متواترا يزداد إلحاحا . و ها هو ذا القرن ينصرف عنا و يودعنا ليكون مثمرا ان نلقي نظرات شمولية عامة لتقييم و سبر حصائله ، و حصائل الأعلام الذين ساهموا في توجهاته الكبرى .
و من منطلق الإحساس بخطورة قضية التجديد في حضارتنا لكي تتواصل فيها عوامل النماء ، و التقدم و الازدهار ، دون ان تتماوه حدودها و تتميع شخصيتها ، دون ان تتحول الى ظل باهت للآخر الغربي و تندثر خصوصياتها بحرائر العلم الأمريكي و نجومه الزاهية . من هذا المنطلق يتقدم الكتاب بمحاولة لتعيين الابعاد الفلسفية العميقة ، و أيضا تطويرها و تفعيلها عند واحد من رواد التجديد في النصف الأول من القرن العشرين ، و هو الشيخ أمين الخولي ، فتتكشف أمامنا آفاق فلسفية رحيبة يمتد إليها إسهامه الفكري .
و مع هذا يبدو من الملائم طرح صورة عامة للإطار الخاص الذي تخلقت فيه سطور هذا الكتاب .
فقد كان لدي بطبيعة الحال تصوري لأمين الخولي ، كإنسان فذ الشخصية ، و كعالم لغوي لا يشق له غبار ، و كأستاذ من جيل الرواد الذين اضطلعوا بعبء تمصير الجامعة ، و كمفكر هو واحد من التجددين العظام . و كنت طبعا قد قرأت له و عنه بعض الشيء ، في إطار قراءاتي الغزيرة المتنوعة ، و قد دربني عليها ألي الطبيب النطاسي – رحمه الله و أكرم مثواه بقدر ما ملك من كريم الشمائل – و علمني كيف اقتنص رحيق الحياة و آفاق الثراء الباذج من صفحات الكتب . و منذ بواكير الصبا لا يمر علي يوم دون أن افتح كتابا .
المؤلف : أ . د . يمنى طريف الخولي
الناشر : مؤسسة هنداوي
عدد الصفحات : 96
الحجم : 14.7 ميجا
تحميل كتاب أمين الخولي و الأبعاد الفلسفية للتجديد
رابط تحميل فورشيرد
طريقة التحميل التواصل والإعلان على مواقعنا
قراءة اونلاين
أشترك فى قائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب
تابعنا على الفيسبوك
تابعنا على تويتر
زور موقعنا الجديد – معرفة بلس
زور موقعنا الجديد – عالم الروايات
زور موقعنا – مكتبة دوت كوم
زور موقع ثقف نفسك - حيث الثقافة والمعرفة
مقدمة
منذ مطلع النهضة العربية الحديثة مع بدايات القرن التاسع عشر و نحن ندرك جيدا أن التجديد يكاد فرض عين على المعنيين بالفكر فينا . و المقصود بالتجديد البحث في بعث و تحديث و تنهيض و تنمية معاملات أصالتنا ، أو بمصطلح أفضل و أكثر حيوية و حركية و تطورية نقول : تحديث معاملات خصوصيتنا الحضارية . و على مدار القرن العشرين كان فرض التجديد يزداد وجوبا و إلحاحا ؛ لمواجهة المستعمر و رياح التغريب العاتية ، ثم لتوطيد و تدعيم الثورات القومية و حركات التحرر الوطني التي أينعت و ازدهرت
مع بدايات النصف الثاني من القرن العشرين . إنها نفس الحقبة التي شهدت أخطر تحدياتنا الحضارية طرا ، و أكثرها وبالا ، غرس العدو الصهيوني في قلب الوطن العربي معززا و مدعما بتأييد الحضارة الغربية التي تملك عناصر القوة و التقدم و العلم و الحداثة ، و مدعما بنموذجها الحضاري ذاته ، ليزداد فرض التجديد إلحاحا ، لا سيما بعد ان حططنا السلاح و سلكنا طريق المفاوضات و المواجهة المباشرة . ثم يشهد العقد الأخير طوفان العولمة يندفع مهددا باكتساح كل الخصوصيات الحضارية ، فيفقد العالم الإنساني ثراءه و تنوعه و تعدديته ، و لا يبقى الا النموذج الغربي الأمريكي . و في موجهة العولمة يغدو فرض التجديد أكثر وجوبا من كل ما سبق . هكذا فرض القرن العشرون قضية التجديد علينا ، فرضا متواترا يزداد إلحاحا . و ها هو ذا القرن ينصرف عنا و يودعنا ليكون مثمرا ان نلقي نظرات شمولية عامة لتقييم و سبر حصائله ، و حصائل الأعلام الذين ساهموا في توجهاته الكبرى . و من منطلق الإحساس بخطورة قضية التجديد في حضارتنا لكي تتواصل فيها عوامل النماء ، و التقدم و الازدهار ، دون ان تتماوه حدودها و تتميع شخصيتها ، دون ان تتحول الى ظل باهت للآخر الغربي و تندثر خصوصياتها بحرائر العلم الأمريكي و نجومه الزاهية . من هذا المنطلق يتقدم الكتاب بمحاولة لتعيين الابعاد الفلسفية العميقة ، و أيضا تطويرها و تفعيلها عند واحد من رواد التجديد في النصف الأول من القرن العشرين ، و هو الشيخ أمين الخولي ، فتتكشف أمامنا آفاق فلسفية رحيبة يمتد إليها إسهامه الفكري .
و مع هذا يبدو من الملائم طرح صورة عامة للإطار الخاص الذي تخلقت فيه سطور هذا الكتاب .
فقد كان لدي بطبيعة الحال تصوري لأمين الخولي ، كإنسان فذ الشخصية ، و كعالم لغوي لا يشق له غبار ، و كأستاذ من جيل الرواد الذين اضطلعوا بعبء تمصير الجامعة ، و كمفكر هو واحد من التجددين العظام . و كنت طبعا قد قرأت له و عنه بعض الشيء ، في إطار قراءاتي الغزيرة المتنوعة ، و قد دربني عليها ألي الطبيب النطاسي – رحمه الله و أكرم مثواه بقدر ما ملك من كريم الشمائل – و علمني كيف اقتنص رحيق الحياة و آفاق الثراء الباذج من صفحات الكتب . و منذ بواكير الصبا لا يمر علي يوم دون أن افتح كتابا .
بيانات الكتاب
الاسم : أمين الخولي و الأبعاد الفلسفية للتجديدالمؤلف : أ . د . يمنى طريف الخولي
الناشر : مؤسسة هنداوي
عدد الصفحات : 96
الحجم : 14.7 ميجا
تحميل كتاب أمين الخولي و الأبعاد الفلسفية للتجديد
روابط تحميل كتاب أمين الخولي و الأبعاد الفلسفية للتجديد
أشترى كتبك الورقية بخصومات كبيرة وتوصيل لباب بيتك
رابط تحميل مباشر - جوجل درايفرابط تحميل فورشيرد
قراءة اونلاين
أشترك فى قائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب
تابعنا على الفيسبوك
تابعنا على تويتر
زور موقعنا الجديد – معرفة بلس
زور موقعنا الجديد – عالم الروايات
زور موقعنا – مكتبة دوت كوم
زور موقع ثقف نفسك - حيث الثقافة والمعرفة
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire