ما المقصود بعلم الأوبئة؟ وكيف يمكننا تتبُّع أسباب أحد الأمراض، أو تحديد متى تفشَّى أحد الأوبئة؟ في هذا الكتاب من سلسلة «مقدمة قصيرة جدًّا»، يقدِّم رودولفو ساراتشي نظرةً متعمِّقةً لمنطق علم الأوبئة ومناهج بحثه، وذلك بهدف توضيح قيمة البحث في أمور الصحة والمرض في المجتمعات السكانية. يشرح ساراتشي المفاهيم الإحصائية الأساسية اللازمة لتخطيط الدراسات الوبائية وتحليلها، فضلًا عن أنه يطيح بالمفاهيم الخاطئة الشائعة حول تأويل تلك الدراسات، وذلك دون أن يقتصر تركيزه على تَبِعاتها الأخلاقية والسياسية، وإنما يمتد ليشمل تأثيراتها على الصحة العامة.
و تجمع تلك الدراسات بين سمتين ؛ فهي تستكشف أغوار الصحة و المرض مستعينة بأدوات الأبحاث الطبية ، التي تبدأ من سجلات التاريخ المرضي لقياسات الطول و الوزن و ضغط الدم و حتى الاجراءات و الاختبارات التشخيصية بمختلف أنواعها . و هي تتعرض في الوقت ذاته لأشخاص يعيشون في مجتمع معرض لكم كبير من المؤثرات ، و لا يمكن إجراؤها وفق اشتراطات التجارب المعملية المنعزلة و المضبوطة . بدلا من ذلك ، يتطلب تصميمها و إجراؤها و تحليلها استخدام الطرق الخاصة بعلم الاحصاء و العلوم الاجتماعية مثل الديموغرافيا ، و هو المعني بالدراسة الكمية للمجتمعات السكانية الانسانية . و بدون فهم واضح لتلك الطبيعة المركبة لعلم الأوبئة و منطقه من زاوية الاحتمالات و الاحصائيات ،
يكون من العسير تقدير نقاط القوة و الضعف للأدلة العلمية المتعلقة بالطب و الصحة العامة التي يقوم علم الأوبئة على التوصل اليها . و لا يقتصر التقييم الضبابي الذي يصل أحيانا إلى حد القراءة الخاطئة الصريحة لعلم الأوبئة على العامة و حسب ؛ على سبيل المثال في المناقشات التي تدور حول المخاطر أو المزايا ، سواء أكانت واقعية ام خيالية ، لإحدى طرق علاج مرض ما . حسب خبرتي ، فإن الشيء نفسه ينطبق على الصحفيين ، و أعضاء لجان الأخلاقيات ، و مسئولي الرعاية الصحية ، و واضعي السياسات الصحية ، بل و حتى الخبراء في المجالات الاخرى غير الأوبئة و المسئولين عن تقييم المشاريع البحثية و تمويلها .
إن الهدف من هذا الكتاب الذي يأتي ضمن سلسلة (( مقدمة قصيرة جدا )) هو تعريف القارئ بالفارق بين حكاية وبائية – سواء أكانت تحكي عن حبة سحرية ام عن فيروس مرعب – و بين الأدلة الوبائية الصحيحة من الناحية العلمية . لا يقوم هذا الفارق على مقدار الأهمية العلمية أو الاثارة التي ربما تتمتع بها قصة الحبة أو الفيروس ، و انما يعتمد فحسب على مدى جودة تطبق الاساليب الوبائية التي اعتمدت عليها . جدير بالذكر ان أساليب علم الأوبئة و أسسه ذات طبيعة جامدة قليلا ، لكنني حاولت هنا ان اعطي لمحة عن طبيعة المجال دون نعرض للصيغ و الرموز الرياضية ، فقط بعض المعادلات البسيطة . و حتى أضع علم الأوبئة في نصابه الصحيح ، عرضت الخطوط العريضة لأساليبه و أسسه و استخداماته في الطب و الصحة العامة على خلفية اهتماماتنا اليوم بالمسائل الاخلاقية و العدالة الاجتماعية في موضوع الصحة .
الاسم : علم الأوبئة مقدمة قصيرة جدًّا
المؤلف : رودلفو ساراتشي
الناشر : مؤسسة هنداوي
عدد الصفحات : 149
الحجم : 8 ميجا
تحميل كتاب علم الأوبئة مقدمة قصيرة جدًّا
رابط تحميل فورشيرد
طريقة التحميل
التواصل والإعلان على مواقعنا
قراءة اونلاين
أشترك فى قائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب
تابعنا على الفيسبوك
تابعنا على تويتر
زور موقعنا الجديد – معرفة بلس
زور موقعنا الجديد – عالم الروايات
زور موقعنا – مكتبة دوت كوم
زور موقع ثقف نفسك - حيث الثقافة والمعرفة
مقدمة
من الطبيعي ان تكون الصحة الشغل الشاغل لنا جميعا ، و ان تكون الموضوع المسيطر على وسائل الاعلام طوال الوقت . تتصدر الصفحات الاولى للصحف الاخبار الخاصة بحالات تفشي الاوبئة مثل وباء الانفلونزا الاخير ، الذي يصيب بلدانا عديدة في آن واحد . و بجانب الأوبئة ، تتواتر بصورة دورية أنباء عن الاكتشافات الجديدة للملوثات الخطيرة في البيئة ، و المواد الواقية من السرطان التي تحتوي عليها الاطعمة المختلفة ، و الجينات التي تزيد من استعداد الشخص للإصابة بالأمراض أو العقاقير التي تعد بالقضاء عليها . و تعتمد أهميتها الفعلية لصحة الانسان بشكل جوهري على تراكم الأدلة الواردة من الدراسات ، و الموجهة من خلال مبادئ علم الأوبئة ، الذي يراقب عن كثب و يقيم ما يقع في الجماعات و المجتمعات السكانية الانسانية .
و تجمع تلك الدراسات بين سمتين ؛ فهي تستكشف أغوار الصحة و المرض مستعينة بأدوات الأبحاث الطبية ، التي تبدأ من سجلات التاريخ المرضي لقياسات الطول و الوزن و ضغط الدم و حتى الاجراءات و الاختبارات التشخيصية بمختلف أنواعها . و هي تتعرض في الوقت ذاته لأشخاص يعيشون في مجتمع معرض لكم كبير من المؤثرات ، و لا يمكن إجراؤها وفق اشتراطات التجارب المعملية المنعزلة و المضبوطة . بدلا من ذلك ، يتطلب تصميمها و إجراؤها و تحليلها استخدام الطرق الخاصة بعلم الاحصاء و العلوم الاجتماعية مثل الديموغرافيا ، و هو المعني بالدراسة الكمية للمجتمعات السكانية الانسانية . و بدون فهم واضح لتلك الطبيعة المركبة لعلم الأوبئة و منطقه من زاوية الاحتمالات و الاحصائيات ، يكون من العسير تقدير نقاط القوة و الضعف للأدلة العلمية المتعلقة بالطب و الصحة العامة التي يقوم علم الأوبئة على التوصل اليها . و لا يقتصر التقييم الضبابي الذي يصل أحيانا إلى حد القراءة الخاطئة الصريحة لعلم الأوبئة على العامة و حسب ؛ على سبيل المثال في المناقشات التي تدور حول المخاطر أو المزايا ، سواء أكانت واقعية ام خيالية ، لإحدى طرق علاج مرض ما . حسب خبرتي ، فإن الشيء نفسه ينطبق على الصحفيين ، و أعضاء لجان الأخلاقيات ، و مسئولي الرعاية الصحية ، و واضعي السياسات الصحية ، بل و حتى الخبراء في المجالات الاخرى غير الأوبئة و المسئولين عن تقييم المشاريع البحثية و تمويلها .
إن الهدف من هذا الكتاب الذي يأتي ضمن سلسلة (( مقدمة قصيرة جدا )) هو تعريف القارئ بالفارق بين حكاية وبائية – سواء أكانت تحكي عن حبة سحرية ام عن فيروس مرعب – و بين الأدلة الوبائية الصحيحة من الناحية العلمية . لا يقوم هذا الفارق على مقدار الأهمية العلمية أو الاثارة التي ربما تتمتع بها قصة الحبة أو الفيروس ، و انما يعتمد فحسب على مدى جودة تطبق الاساليب الوبائية التي اعتمدت عليها . جدير بالذكر ان أساليب علم الأوبئة و أسسه ذات طبيعة جامدة قليلا ، لكنني حاولت هنا ان اعطي لمحة عن طبيعة المجال دون نعرض للصيغ و الرموز الرياضية ، فقط بعض المعادلات البسيطة . و حتى أضع علم الأوبئة في نصابه الصحيح ، عرضت الخطوط العريضة لأساليبه و أسسه و استخداماته في الطب و الصحة العامة على خلفية اهتماماتنا اليوم بالمسائل الاخلاقية و العدالة الاجتماعية في موضوع الصحة .
بيانات الكتاب
الاسم : علم الأوبئة مقدمة قصيرة جدًّا
المؤلف : رودلفو ساراتشي
الناشر : مؤسسة هنداوي
عدد الصفحات : 149
الحجم : 8 ميجا
تحميل كتاب علم الأوبئة مقدمة قصيرة جدًّا
روابط تحميل كتاب علم الأوبئة مقدمة قصيرة جدًّا
أشترى كتبك الورقية بخصومات كبيرة وتوصيل لباب بيتك
رابط تحميل مباشر - جوجل درايفرابط تحميل فورشيرد
التواصل والإعلان على مواقعنا
قراءة اونلاين
أشترك فى قائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب
تابعنا على الفيسبوك
تابعنا على تويتر
زور موقعنا الجديد – معرفة بلس
زور موقعنا الجديد – عالم الروايات
زور موقعنا – مكتبة دوت كوم
زور موقع ثقف نفسك - حيث الثقافة والمعرفة
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire