الصين و فنون الإسلام لـ زكي محمد حسن - kitabot

mercredi 4 février 2015

الصين و فنون الإسلام لـ زكي محمد حسن

أبهرت الفنون الصينية الفاتحين العرب مع أول دفعات الجيوش الإسلامية المتجهة إلى بلاد ما وراء النهر في أواخر القرن الأول الهجري، وخاصة مدينة «فرغانة» التي كانت تحوي الكثير من صُنَّاع الصين، وعلى إثْر ذلك اتَّصلت الصين فنيًّا بالإمبراطورية الإسلامية وأثَّرَت فيها، وهذا الكتاب يحاول أن يرصد بشكل دقيق تأثير هذه الفنون على العالم الإسلامي، وإيراد ما يُثبت ذلك من نصوص تؤكد على أن للفن الصيني بأنواعه عظيمَ الأثر في نهوض الفن الإسلامي؛ حيث أُدخلت العديد من الألوان الفنية الصينية للعالم الإسلامي مثل: رسم الصور الشخصية، والزخرفة، واستخدام الأشكال الهندسية .

مقدمة

  إن سنة الفنون جميعها ان يؤثر بعضها في بعض ، وان تتوارث و تتبادل الأساليب الفنية المختلفة . و قد وجد علماء الفنون و الآثار ان العناصر الزخرفية في كل فن من الفنون مشتقة من عناصر زخرفية من فن أعرق منه في القدم ، و ان هذه السلسلة الراجعة تعود بنا الى أقدم مراحل الفن التي نعرفها في مصر ، و بلاد الجزيرة ، و الصين ، و الهند ، و بلاد الاغريق . الصين وفنون الإسلامو لا يزال الاخصائيون في علم ما قبل التاريخ يثابرون على البحث و عمل الحفائر الأثرية ؛ لمعرفة الخطوات التي خطاها الانسان منذ عصوره الأولى حتى نشأت الطرز الفنية الرئيسية في مصر ، و بلاد  الجزيرة ، و الصين ، و بلاد اليونان ، و كثير من الباحثين لا يجعلون الفن الاغريقي فنا رئيسيا ، و يشيرون الى انه نقل عن مصر و بلاد الجزيرة قسطا وافرا من عناصره الفنية ، و ان تكن هذه العناصر لم تصله في معظم الأحيان من مصادرها مباشرة ، بل أخذها عن بعض مراكز المدنية الأولى في البحر المتوسط مثل فينقية ، و كريت ، و ميسيني .
و مهما يكن من الامر فإن الذي يعنينا الآن هو ان الفن الصيني فن عريق في القدم ، احتفظ بكثير من اساليبه الفنية على مر العصور ، و ازدهر في محيط اجتماعي واسع ، و كانت له وحدة فنية منذ الألف الثالثة قبل المسيح الى العصر الحاضر ، و قد عرف المسلمون هذا الفن منذ فجر الإسلام ، و أعجبوا بمنتجاته فتأثروا بها .
فموضوع البحث الذي نحن بصدده هنا يشمل بيان العلاقة بين الصين و الشرق الأدنى في العصر الإسلامي ، ثم التحدث عن وجود التحف الصينية في المدن الإسلامية في العصور الوسطى ، و عن اعجاب المسلمين بتلك التحف ، و عن تقليدهم إياها ، و محاكاتهم بعض الأساليب الفنية فيها ، و عن أوجه الشبه بن فنون الشرقين الأدنى و الأقصى ، تلك الأوجه التي مهدت السبيل لهذا التبادل الفني ، و جعلته سهلا ميسورا .
و لا ننسى في هذه المناسبة ام من فضل العرب في ميدان الحضارة معرفتهم ان قصب السبق في الفنون جازته الأمم الحضرية القديمة ، فلما وحد الإسلام كلمتهم ، و عظم به شأنهم ، فامتدت فتوحاتهم ، و أخضعوا الإيرانيين ، و دانت لهم مستعمرات بيزنطة في آسيا و أفريقية ، أتيح لهم الاتصال بالحضارات القديمة ، و تركوا قسطا وافرا من حياتهم البدوية ، و شملوا برعايتهم الصناع و الفنانين من أهل البلاد المغلوبة على أمرها ؛ فقام للإسلام فن جميل على أنقاض الأساليب الفنية الواسعة الأطراف . و قد جمع الإسلام شتات هذه الأساليب الفنية المختلفة ، و طبعها بطباعه ، و لكن أتيح لها بعد ذلك أن تتأثر بفنون الشرق الأقصى ، و سنرى في الصفحات التالية أن هذ الأثر كان واضحا في القسم الشرقي من العالم الإسلامي .
بيانات الكتاب
الاسم : الصين و فنون الإسلام
المؤلف : زكي محمد حسن
الناشر : مؤسسة هنداوي
عدد الصفحات : 113
الحجم : 44.5 ميجا
تحميل كتاب الصين و فنون الإسلام

 


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire