الواسطة في معرفة أحوال مالطة لـ أحمد فارس الشدياق - kitabot

mercredi 4 février 2015

الواسطة في معرفة أحوال مالطة لـ أحمد فارس الشدياق

  مالطة الواقعة في البحر الأبيض المتوسط إلى الجنوب من إيطاليا وإلى الشمال من ليبيا، في ذلك الموقع الإستراتيجيِّ الذي يتوسَّط قارَّات العالم القديم الثلاث، عن تلك الجزيرة يتحدَّث «أحمد فارس الشدياق» في كتابه الذي بين أيدينا، والذي ألَّفه على إثر زيارة قام بها في منتصف القرن التاسع عشر الميلادي لتلك البلاد أفريقيَّة الجغرافيا أوروبيَّة الثقافة والهوى. بادئًا بخلفيَّة تاريخيَّة وجغرافيَّة موجزة، يتناول المؤلِّف جوانب عدَّة في وصف مالطة وطبيعتها الديمغرافية وأحوال سكانها آنذاك وعاداتهم وأخلاقهم .

مقدمة 


اعلم ان تخطيط مالطة هو في 22 درجة و 44 دقيقة من الطول ، و في 25 درجة و 54 دقيقة من العرض ، أما موقعها في الكرة فإن بعض الجغرافيين ألحقوه بأفريقية بالنظر الى المكان ، و بعضهم ألحقوه بجزائر إيطاليا بالنظر الى عادات اهل مالطة و أحوالهم و دياناتهم ، و المرد بذلك أنها من أوروبا ، فممن ألحقها بأفريقية بثولومي ، و ممن ألحقها بأوروبا بلينوس و سطرابوس ، و دليلهما على الواسطة في معرفة أحوال مالطةذلك كونها على بعد ستين ميلا من رأس باسرو ، و على مائتين من كلبيه نوميا أركولي ، و المحل الأول أقرب الى أوروبا ، و الثاني أقرب الي أفريقية . قال : فأما عرضها فاثنتا عشر ميلا ، و طولها  عشرون ، و دورتها ستون ، و قاعدتها الآن هي المدينة المسماة فالتة .

في الاعصر السالفة فكانت نوتابيلي ، و يقال لها الآن المدينة ، و موقعها في وسط الجزيرة في أرفع موضع منها ، و كأن الجزيرة منقسمة بها الى شطرين : أحدهما يمتد جهة الشرق و الآخر جهة الغرب ، و الذي بنى فالتة كان أحد أمراء الإفرنج ، و سماها باسمه ، و ذلك سنة 1576 و هي على ربوة بقرب البحر يقال لها شبراس . قلت : زعم بعض المالطيين أن أصل هذه الكلمة شبر الرأس و بعضهم أنها جبل رأس ، و عندي أنها شعب الرأس . قال في الصحاح : (( شعب الرأس شأنه الذي يضم قبائله . )) ا.هـ. و هو كناية عن أصل الشيء و مجتمعه كما ان قبائل الرأس مرجعها الى الشعب ، و يحتمل أنها سميت بشيب الرأس ؛ لأن أهل مالطة إذ ذاك كانوا يناصبون المسلمين الحرب الو الثأر ، و كل فريق ملاق من فريقه ما يشيب الرأس ، و ذكر بوليه المؤلف الفرنساوي أن قاعدة هذه الجزيرة سميت باسم الأمير لافاليت رئيس طريقة الفرسان ولد في سنة 1494 و مات في سنة 1568 و كان شهيرا بالبأس و الاقدام ، و أول ما استولى عليه من الجزيرة عند محاصرته المسلمين بها برج صانت ألمو ثم ثوى عليهم ، و أخرجهم منها . قال المؤلف : ثم خلفه باولودل مونتي فأتم بنائها في الثامن عشر من أيار ، و ذلك في سنة 1571 و قبل بنائها كان مقام الزعماء المنتسبين الى طريقة مار يوحنا في برملة و البرغو بشرقي فالتة .

بيانات الكتاب


الاسم : الواسطة في معرفة أحوال مالطة
المؤلف : أحمد فارس الشدياق
الناشر : مؤسسة هنداوي
عدد الصفحات : 74
الحجم : 11.8 ميجا
تحميل كتاب الواسطة في معرفة أحوال مالطة

 



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire