الجغرافيا السياسيَّة؛ ما هي؟ وما المناهج المتَّبعة في دراستها؟ في نقاط بحثيَّة واضحة ومُرتَّبة يوضِّح الدكتور محمد رياض كيف تؤثر الجغرافيا على السياسة وتتأثر بها، مبيِّنًا طرق تحليل العلاقات السياسيَّة على ضوء الأوضاع على الأرض، مع الأخذ بعين الاعتبار أن الجغرافيا لا تعني مظاهر السطح فحسب، بل تشتمل على أنماط الحركة والانتقال، وأن ذلك التفاعل المستمر بين متغيرين ضخمين هما السياسة والجغرافيا يرسم منحنيات جديرة بالدراسة؛ فالدولة ينبغي التعامل معها كوحدة جغرافيَّة سياسيَّة .
الفروع الجغرافية ، و الاقليم عبارة عن تركيب نظري ينتج عن تجميع عدد من المقومات و الصفات المتشابهة طبيعيا و اقتصاديا و بشريا في منطقة جغرافية محددة يصبح لها شيء كبير من الثبات الذي يستمده من التوافق التدريجي الذي يحدث بين المكونات الطبيعية للأرض ، و الامكانات البشرية التنظيمية و التكنيكية – مع تغيرات كمية تطرأ نتيجة زيادة السكان أو تغير نمط استخدام الارض .
اما في الجغرافيا السياسية فإن وحدة الدراسة هي الدولة ، و هي في حد ذاتها اصطناع بشري موقوت الثبات نتيجة تغيرات سريعة داخلة و خارجية . و في خلال فترى حياة الدولة – طالت ام قصرت – فإن الدولة قد تتكون من اقليم جغرافي واحد أو جزء منه ، اذا كانت دولة صغيرة المساحة ، مثال ذلك هولندا التي تحتل اقليما سهليا في دلتا الراين ، أو سويسرا التي تحتل جزاء من اقليم جبال الالب الاوروبية ، أو نبال التي تحتل جزءا من يبدمونت جبال الهملايا .
و قد تمتد سيادة الدولة على عدة اقاليم طبيعية و بشرية مختلفة ، اذا كانت من الدول الكبيرة الحجم ، كالاتحاد السوفيتي و الولايات المتحدة و كندا و استراليا و السودان و البرازيل ، و مع ذلك فإن بعض الدول – صغيرة المساحة أو متوسطة – تشمل على اقاليم جغرافية متعددة ، و خاصة في المناطق التي تتخذ فيها التضاريس اشكالا مفاجئة مثل العراق أو رومانيا أو ايطاليا أو لبنان أو فيتنام ؛ ففي هذه الدول و غيرها تقف اقاليم الجبال و السهول أو السهول العليا في تناقض واضح جنبا إلى جنب .
و ليس هذا هو كل الاختلاف ، فالمفروض في الجغرافيا السياسية ان تدرس أداء كل المواطنين ، بغض النظر عن خلفياتهم الاقليمية المحددة ، في اتجاه موحد هو مصلحة الدولة ، و بذلك تفرض الوحدة السياسية تكاملا أعلى مستوى من التكامل الإقليمي الطبيعي ، و قد ادى ذلك إلى موضوعين حيويين في جغرافية الدولة ، أولهما وجوب نشأة تنظيمات مختلفة داخل الدولة لإيجاد أو اصطناع هذا التكامل في شتى نواحيه الاقتصادية و البشرية و السلالية و الطائفية و الثقافية و الحضارية ، و وجوب نشأة سلطات مركزية و محلية لإرساء قواعد التكامل ، و لكن ذلك لا يحدث دائما و تظل اقاليم في الدولة متميزة بقواها الذاتية و ثقلها السكاني و الحضاري و الاقتصادي .
الاسم : الاصول العامة في الجغرافيا السياسية
المؤلف : محمد رياض
الناشر : مؤسسة هنداوي
عدد الصفحات : 325
الحجم : 28.5 ميجا
تحميل كتاب الاصول العامة في الجغرافيا السياسية
رابط تحميل فورشيرد
طريقة التحميل
التواصل والإعلان على مواقعنا
قراءة اونلاين
أشترك فى قائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب
تابعنا على الفيسبوك
تابعنا على تويتر
زور موقعنا الجديد – معرفة بلس
زور موقعنا الجديد – عالم الروايات
زور موقعنا – مكتبة دوت كوم
زور موقع ثقف نفسك - حيث الثقافة والمعرفة
مقدمة
تشكل الجغرافيا السياسية واحدا من الموضوعات الشائكة في الدراسات الجغرافية ، ذلك انها مضطرة إلى ربط و تحليل تفاعلات بشرية سريعة الايقاع – الاتجاهات السياسية الداخلية و الخارجية و الاحداث العسكرية – مع العوامل الجغرافية الارضية شبه الثابتة ، و هي في ذلك تشبه الجغرافيا الاقتصادية أو جغرافية السكان و جغرافية العمران ، و لكن التشابه يقف عن هذا الحد . ذلك انه يوجد اختلاف كبير بين منطلق الدراسة في الجغرافيا السياسة و بين منطلقه في الدراسات الجغرافية عامة ، بما في ذلك فروع الجغرافيا البشرية و الاقتصادية ؛ فالإقليم هو وحدة الدراسة في
الفروع الجغرافية ، و الاقليم عبارة عن تركيب نظري ينتج عن تجميع عدد من المقومات و الصفات المتشابهة طبيعيا و اقتصاديا و بشريا في منطقة جغرافية محددة يصبح لها شيء كبير من الثبات الذي يستمده من التوافق التدريجي الذي يحدث بين المكونات الطبيعية للأرض ، و الامكانات البشرية التنظيمية و التكنيكية – مع تغيرات كمية تطرأ نتيجة زيادة السكان أو تغير نمط استخدام الارض . اما في الجغرافيا السياسية فإن وحدة الدراسة هي الدولة ، و هي في حد ذاتها اصطناع بشري موقوت الثبات نتيجة تغيرات سريعة داخلة و خارجية . و في خلال فترى حياة الدولة – طالت ام قصرت – فإن الدولة قد تتكون من اقليم جغرافي واحد أو جزء منه ، اذا كانت دولة صغيرة المساحة ، مثال ذلك هولندا التي تحتل اقليما سهليا في دلتا الراين ، أو سويسرا التي تحتل جزاء من اقليم جبال الالب الاوروبية ، أو نبال التي تحتل جزءا من يبدمونت جبال الهملايا .
و قد تمتد سيادة الدولة على عدة اقاليم طبيعية و بشرية مختلفة ، اذا كانت من الدول الكبيرة الحجم ، كالاتحاد السوفيتي و الولايات المتحدة و كندا و استراليا و السودان و البرازيل ، و مع ذلك فإن بعض الدول – صغيرة المساحة أو متوسطة – تشمل على اقاليم جغرافية متعددة ، و خاصة في المناطق التي تتخذ فيها التضاريس اشكالا مفاجئة مثل العراق أو رومانيا أو ايطاليا أو لبنان أو فيتنام ؛ ففي هذه الدول و غيرها تقف اقاليم الجبال و السهول أو السهول العليا في تناقض واضح جنبا إلى جنب .
و ليس هذا هو كل الاختلاف ، فالمفروض في الجغرافيا السياسية ان تدرس أداء كل المواطنين ، بغض النظر عن خلفياتهم الاقليمية المحددة ، في اتجاه موحد هو مصلحة الدولة ، و بذلك تفرض الوحدة السياسية تكاملا أعلى مستوى من التكامل الإقليمي الطبيعي ، و قد ادى ذلك إلى موضوعين حيويين في جغرافية الدولة ، أولهما وجوب نشأة تنظيمات مختلفة داخل الدولة لإيجاد أو اصطناع هذا التكامل في شتى نواحيه الاقتصادية و البشرية و السلالية و الطائفية و الثقافية و الحضارية ، و وجوب نشأة سلطات مركزية و محلية لإرساء قواعد التكامل ، و لكن ذلك لا يحدث دائما و تظل اقاليم في الدولة متميزة بقواها الذاتية و ثقلها السكاني و الحضاري و الاقتصادي .
بيانات الكتاب
الاسم : الاصول العامة في الجغرافيا السياسية
المؤلف : محمد رياض
الناشر : مؤسسة هنداوي
عدد الصفحات : 325
الحجم : 28.5 ميجا
تحميل كتاب الاصول العامة في الجغرافيا السياسية
روابط تحميل كتاب الاصول العامة في الجغرافيا السياسية
أشترى كتبك الورقية بخصومات كبيرة وتوصيل لباب بيتك
رابط تحميل مباشر - جوجل درايفرابط تحميل فورشيرد
التواصل والإعلان على مواقعنا
قراءة اونلاين
أشترك فى قائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب
تابعنا على الفيسبوك
تابعنا على تويتر
زور موقعنا الجديد – معرفة بلس
زور موقعنا الجديد – عالم الروايات
زور موقعنا – مكتبة دوت كوم
زور موقع ثقف نفسك - حيث الثقافة والمعرفة
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire