العولمة لـ جلال أمين - kitabot

mercredi 18 février 2015

العولمة لـ جلال أمين

يشرح المفكر الاقتصادي الكبير جلال أمين حقيقة «العولمة» ومخاطرها بما تتضمنه من تهديد لسعادة الإنسان ورفاهيته وشعوره بالاستقرار والطمأنينة وتهديد لشعوره بالرضا عن نفسه المستمد من احترام هويته وتفرده. هذه المخاطر التي تأتي مما يسمى بثورة المعلومات ومن اكتساح قيم المجتمع الاستهلاكي، ومن انتشار ما يمكن تسميته بحضارة السوق، التي تحول كل شيء إلى سلعة، هي كلها من مظاهر العولمة إن «العولمة»، في نهاية الأمر، هي اكتساح أشياء معينة للعالم بأسره وهذه الأشياء تشمل، ليس فقط سلعًا وخدمات، بل تشمل أيضًا المعلومات، وقيم المجتمع الاستهلاكي، وقيم حضارة السوق .

مقدمة


ليس هناك تعبير أكثر تداولا الآن بين الكتاب والمعلقين على ما يجري في العالم من تعبير " العولمة " أو " الكونية " وما يتصل بهما من اشارات متكررة الى " المتغيرات الدولية " أو " العالم المتغير " وما شابه ذلك من تعبيرات تحمل كلها معنى معينا وهو أن العالم الآن يمر بمرحلة مختلفة جذريا عما كان مما يتطلب منا سلوكا مختلفا اختلافا جذريا أيضا والا كنا جامدين متزمتين متحجرين ولا بد أن يجرفنا تيار " العولمة " في النهاية .
العولمة انظر كم عدد المؤتمرات والندوات والمحاضرات التي تحمل في عناوينها كلمة " العولمة " أو تعبير " في عالم متغير " مثل " العرب والعولمة " أو العولمة والهوية " أو " العرب في عالم متغير " أو " مصر والمتغيرات الدولية " ....الخ .
وقد ارتبط شيوع هذا المعنى والتأكيد عليه ظهور أفكار ونظريات جديدة تقوم على نفس الفكرة وتحاول تقديم تفسير لها أو تؤكد على جانب معين منها من ذلك بالطبع فكرة الكاتب الأمريكي الياباني الأصل " فوكوياما " التي عرفت باسم " نهاية التاريخ " والتي يزعم بها أننا وصلنا الى نقطة حاسمة في التاريخ البشري تتحدد بانتصار النظام الليبرالي والديمقراطية من النمط الغربي على سائر النظم المنافسة لهما وأن العالم قد أدرك بعد فترة حماقة طويلة أن الرأسمالية هي أفضل أنواع التنظيمات الاقتصادية وأن الليبرالية الغربية هي أسلوب الحياة الوحيد الصالح للبشرية وينتمي الى نفس النوع من الأفكار القول بأننا الآن بعصر انتهاء الأيديولوجيات وأن الاعتبار الوحيد الجدير بالاهتمام هو اعتبار المصلحة الاقتصادية والقول بأننا نمر بعصر زوال القوميات ومن بينها القومية العربية وأن علينا أن ندرك أن الظروف لم تعد تسمح بالتمسك بأفكار بالية من نوع " رفض التبعية " أو بحركات من نوع " مناهضة الاستعمار " اذ اننا قد دخلنا الآن عصر العولمة حيث أصبح العالم " قرية كبيرة واحدة " .
ولي على هذه الموجة الجديدة من الأفكار بعض ملاحظات :
الملاحظة الأولى : أن استخدام تعبير العولمة وأشباهه قد زاد بوجه خاص بعد سقوط الاتحاد السوفييتي وتفكيك الكتلة الاشتراكية وتحول دولها الى اقتصاديات السوق والحرية الاقتصادية وأن المصدر الأساسي للترويج لهذه الموجة الجديدة من الأفكار هو ذلك الجزء المنتصر من العالم أما ذلك الجزء من العالم الذي انهزم وسقط " وهو العالم الشيوعي " أو ذلك الجزء من العالم الواقف يتفرج " العالم الثالث " فالأمر بالنسبة لهما ليس بهذا الوضوح ففي العالم الشيوعي الذي انهار وسقط سرعان ما ظهر أن سحر النظام الليبرالي وحرية السوق هو محل شك كبير وسرعان ما ظهر من يدعو الى اعادة كل شيء الى ما كان عليه قبل سقوط الاشتراكية أو من يدعو على الأقل الى التريث في الاندفاع نحو نظام السوق والى محاولة ابتداع شيء جديد يتجنب مثالب هذا النظام وذاك ظهر ذلك في الاتحاد السوفييتي نفسه وبدرجات مختلفة في سائر دول أوروبا الشرقية وعلى الأخص بولندا كما بدأت تظهر بوادره في الصين أيضا حيث بدأ الصينيون يلاحظون أن الانفتاح بلا ضابط على العالم ومسايرة هذا " العالم المتغير " والتكيف معه .
اقترن بمثالب كثيرة منها انتشار الرشوة .
بيانات الكتاب
الاسم: العولمة
المؤلف: جلال أمين
الناشر: دار الشروق
عدد الصفحات: 239
الحجم: 7 ميغا بايت
شراء النسخة الورقية: من هــنــا
تحميل كتاب العولمة

 

 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire