الريحانيات لـ أمين الريحاني - kitabot

mercredi 4 février 2015

الريحانيات لـ أمين الريحاني

تُعدُّ «الريحانيات» صفوةَ ما قدم الأديب الكبير «أمين الريحاني»، فعلى الرغم من كونها أولَ أعماله، إلا أنها عَبَّرَت وبصدق عن شخصيته، واستحقت أن تحمل اسمه. وقد دفعتْ به كثيرًا إلى الأمام، فجعلته يبدأ كبيرًا. وقد صدرت «الريحانيات» على مدار ثلاثة عشر عامًا، وقد ضمنها شعاره الشهير الذي تَبَنَّاهُ: «قلْ كلمتك وامشِ»، وشرح فيها أبرزَ آرائه الفلسفية ومبادئه الاجتماعية التي شاعت في سائر مؤلفاته لاحقًا. وبها دعوةٌ صريحة للتخلي عن العصبية الدينية. وقد أثارت «الريحانيات» جدلًا عنيفًا مع رجال الدين خاصة اليسوعيين منهم، الذين اتهموه بأنه تخلى عن روح التسامح المسيحيِّ، في حين أثنى عليها الكثيرُ من رجال عصره؛ فقد قال عنها إسماعيل صبرى: «الريحانيات من حسنات الآداب في هذا الزمن.»

مقدمة

  وادي الفركية مهيب أكثر منه جميل ، هو عميق ملتو ، ينحدر من قرية صغيرة ليغسل رجليه في نهر الكلب . هو صغير و لكنه كثير الزوايا و الاسرار يجمع بين الدلب ، الذي لا يعيش الا بالقرب من الماء ، و الصنوبر ، الذي يكتفي بمشاهدة البحر من أعالي الجبال . و في الشتاء تنثر الطبيعة تحت قدميه أزاهر الدفلي ، و تكلل رأسه في الربيع و في الصيف بأزاهير اللزان . و مع هذا الجلال و الدلال تراه الريحانياتحاملا على منكبيه كثيرا من الاطواد التي تخضع صاغرة تحت قدمي صنين ، نعم ان ملتقى الجبال على منكبي وادي الفريكة ، هنالك تعانق جبال القاطع جيال كسروان و من أعطافها تتدفق في الشتاء  المياه التي تجري في نهر الكلب ، هنالك تمتد الاعناق و تنحني الرءوس و تضغط الخدود بعضا على بعض . و في الصباح قبل ان يغيب القمر و تشرق الشمس تتلألأ فوقها إلهة الحب لتباركها إلى الابد . تشرق الزهرة من وراء جبل صنين و ترسل أشعتها الباهرة فوق الجبال التي يعانق بعضها بعضا عناقا أبديا على منكبي وادي الفريكة . في هذا الوادي من الصخور الشامخة و المنحدرات المخوفة و الوهاد العميقة و الكهوف المظلمة ؛ ما لا يرغب الناس في الانحدار اليه ، فهو يقول للفلاح : تعال و فأسك و منجلك ، و يقول لمحب الطبيعة تعال بأفكارك و تصوراتك ، كما تقول الرياض لمحب السرور : تعال بالعود و الدن .


في صياح يوم من الايام التي تقف حائرة بين الخريف و الشتاء لبيت دعوة الوادي ، خرجت من بيتي بمعطف و مشمع و أخذت اقفز عن الربى و أدب من تحت الصخور حتى وصلت إلى قلب الغاب ، نزلت لأتفقد الوادي بعد ان اغتسل بسحابة الخريف الاولى ، هبطت على عادتي لا ترويحا للنفس كما يقال ، بل طالبا الالهام ناشدا الفائدة . نعم أنا اقصد الوادي كما يقصده الفلاح و لكن فأسي و منجلي يختلفان نوعا عن فأسه و منجله ، و أحمالنا و نحن عائدان تختلف كثيرا بعضها عن بعض . على ان حطب الغاب يفيد في هذه الايام أكثر من حطب الخيال و الفلاح هو الفيلسوف الحقيقي ، و لكن ذلك قلما يهمني ، قد انحدرت إلى الوادي و وقفت على صخر يشرف على النهر و تأملت فعل العواصف و الانواء الليلة البارحة – تلك الليلة التي دخل إله الشتاء بعروسه الطبيعة .
كيف لا و مياه النهر و السواقي حمراء كالدم ... وقفت هنالك مبتهجا فأحسست بأن روحي انفصلت عن جسمي و طارت فوق الاشجار البليلة و فوق الصخور الشهباء في الصيف السوداء بعد الامطار ، طارت و طار معها ما تراكم على رأسي و قلبي من الافكار و الخيالات و الاماني ، طارت مسرعة صامتة كما يطير السنونو و الحسون في هذا الفصل .

بيانات الكتاب



الاسم : الريحانيات
المؤلف : أمين الريحاني
الناشر : مؤسسة هنداوي
عدد الصفحات : 583
الحجم : 10 ميجا
تحميل كتاب الريحانيات

 



روابط تحميل كتاب الريحانيات






أشترى كتبك الورقية بخصومات كبيرة وتوصيل لباب بيتك

رابط تحميل مباشر  - جوجل درايف

رابط تحميل فورشيرد  

طريقة التحميل

التواصل والإعلان على مواقعنا

قراءة اونلاين
أشترك فى قائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب

تابعنا على الفيسبوك

تابعنا على تويتر

زور موقعنا الجديد – معرفة بلس

 زور موقعنا الجديد – عالم الروايات

زور موقعنا – مكتبة دوت كوم

زور موقع ثقف نفسك -  حيث الثقافة والمعرفة

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire