في الوقت الذي كانت فيه الصهيونية تنفذ مخططاتها في فلسطين والأراضي العربية بحرص وإصرار شديدين، كانت الحكومات العثمانية تغضُّ الطرف، وتقلل من أهمية التحركات اليهودية التي لم تفتر منذ أواخر القرن التاسع عشر. ولمَّا كان «نجيب نصَّار» مهمومًا بالقضية، ومُجدًّا في التوعية بالخطر المُحدِق الذي تمثِّله الصهيونية؛ فقد سخَّر صحيفته «الكرمل» لنشر الملفات التحذيرية، ومتابعة الأخبار والخطط بالنقل المباشر عن المصادر العبرية، وبخاصة الإنسيكلوبيديا اليهودية — وهي الموسوعة التي عكف على كتابتها طائفة من نُخبهم، واحتوت على أدبياتهم وأيديولوجياتهم وتوجهاتهم الاستعماريَّة. هذا الكتاب هو مجموع ما وقع بين يدي صاحب الكرمل حتى عام ١٩٠٥م من وثائق تتضمن نشأة الصهيونية ونموها، وغاياتها ومراميها، وطرق انتشارها وتغوُّلها. ويعقِّب المؤلِّف عليها مُستنهضًا الهمم، في محاولة لتجنُّب لعنات الأجداد والأبناء التي يستمطرها السماحُ بإضاعة البلاد.
فانتعشت من جديد ، و أنتجت الثورات بقيادة عقيبا و باركوخبا سنة 118 ، و عجنت تراب فلسطين بدماء اليهود الذين حاولوا عبثا استرداد حريتهم الملية من أيدي الرومانيين الثقيلة . و رغم هذه الصدمات دامت فكرة الاسترداد و صارت عقيدة ، و تجلت في آداب اليهود الشعرية و النثرية في كل الادوار من سقوط هيكل سليمان إلى اليوم ، و في منظومات ابن غابيرول و سليمان هالاوي و يهودا هالاوي و ابراهيم بن عزرا و غيرهم ما يدل على مقدار حنين اليهود إلى فلسطين ، و أسفهم على زوال أمجادهم و آمالهم باستردادها . و في الكتابات التلمودية أيضا ما يشير إلى عودته نظام الاشياء القديم إلى سابق حاله ، و إلى استرداد الشرائع و العادات نفوذها في أحد الازمان ، و قد تكهن العلماء مرارا في تحديد ذلك الزمن .
غير ان الاحوال الخارجية التي عاش فيها اليهود قرونا صعبت عليهم الافتكار باخراج ما طالما تمنوه و صلوا من أجله إلى الفعل ، و كذلك حالت الاقتناعات الاضافية المولودة عن الاعتقادات الدينية التي غلفت فكرة الاسترداد دون التشبث بأسباب فعالة ، اعتقدوا ان الآلهة تقودهم ؛ فبقيت لذلك الأيدي البشرية مرخية .
قام من حين إلى آخر رجال مثل شبناي زيبي في القرن السابع عشر ، الذي مثل المسيا ، و تظاهر بالدعوة ليعيد اليهود إلى ارض الميعاد . استعداد جماعات كثيرة من اليهود ليتبعوه لولا ظهور فساد دعوته دل على حرارة ايمانهم ، و متانة اعتقادهم بالاسترداد .
ثم تطرقت الانسيكلوبيديا إلى ذكر محاولة الاستعمار في فلسطين و أميركا و محلات اخرى في القرن السادس عشر و السابع عشر و الثامن عشر ، إلى ان قالت – في الصفحة 668 من المجلد الثاني عشر : كان لا بد من فشل هذه المشاريع الابتدائية ؛ لأن الشعب اليهودي لم يكن قد تهذب بعد إلى حد معرفة حقيقة مركزه في العالم الحديث ، و لم تكن عواطف الشعور التي مرت بأوروبا قد نهبته كفاية .
الاسم : الصهيونية ملخص تاريخها ، غايتها و امتدادها حتى سنة 1905 م
المؤلف : نجيب نصار
الناشر : مؤسسة هنداوي
عدد الصفحات : 58
الحجم : 11 ميجا
تحميل كتاب الصهيونية ملخص تاريخها ، غايتها و امتدادها حتى سنة 1905 م
رابط تحميل فورشيرد
طريقة التحميل
التواصل والإعلان على مواقعنا
قراءة اونلاين
أشترك فى قائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب
تابعنا على الفيسبوك
تابعنا على تويتر
زور موقعنا الجديد – معرفة بلس
زور موقعنا الجديد – عالم الروايات
زور موقعنا – مكتبة دوت كوم
زور موقع ثقف نفسك - حيث الثقافة والمعرفة
مقدمة
قالت الانسيكلوبيديا ، مجلد 12 ، صفحة 667 : الرجاء بعودة الحياة الملية و بالرجوع إلى فلسطين ، كان حيا في الشعب اليهودي منذ الأقدم منذ الأزمان القديمة ؛ فمن بعد السبي الأول بقي اليهود في بابل يتشوفون إلى اعادة مملكتهم القديمة . كلما كثر تفرقهم من بلاد إلى أخرى ، و كيفما اتسعت دائرة انتشارهم ، بقي هذا الرجاء يتقد في صدورهم ، و حاولوا من وقت إلى آخر ان يخرجوه إلى الفعل . خراب الهيكل على يد وسباسيناس و ابنه طيطس في سنة 70 مسيحية كان أكبر عامل على تشتيت اليهود في أطراف الأرض الاربعة ، و لكن لم يمض وقت طويل حتى عادت آمال الاسترداد
فانتعشت من جديد ، و أنتجت الثورات بقيادة عقيبا و باركوخبا سنة 118 ، و عجنت تراب فلسطين بدماء اليهود الذين حاولوا عبثا استرداد حريتهم الملية من أيدي الرومانيين الثقيلة . و رغم هذه الصدمات دامت فكرة الاسترداد و صارت عقيدة ، و تجلت في آداب اليهود الشعرية و النثرية في كل الادوار من سقوط هيكل سليمان إلى اليوم ، و في منظومات ابن غابيرول و سليمان هالاوي و يهودا هالاوي و ابراهيم بن عزرا و غيرهم ما يدل على مقدار حنين اليهود إلى فلسطين ، و أسفهم على زوال أمجادهم و آمالهم باستردادها . و في الكتابات التلمودية أيضا ما يشير إلى عودته نظام الاشياء القديم إلى سابق حاله ، و إلى استرداد الشرائع و العادات نفوذها في أحد الازمان ، و قد تكهن العلماء مرارا في تحديد ذلك الزمن . غير ان الاحوال الخارجية التي عاش فيها اليهود قرونا صعبت عليهم الافتكار باخراج ما طالما تمنوه و صلوا من أجله إلى الفعل ، و كذلك حالت الاقتناعات الاضافية المولودة عن الاعتقادات الدينية التي غلفت فكرة الاسترداد دون التشبث بأسباب فعالة ، اعتقدوا ان الآلهة تقودهم ؛ فبقيت لذلك الأيدي البشرية مرخية .
قام من حين إلى آخر رجال مثل شبناي زيبي في القرن السابع عشر ، الذي مثل المسيا ، و تظاهر بالدعوة ليعيد اليهود إلى ارض الميعاد . استعداد جماعات كثيرة من اليهود ليتبعوه لولا ظهور فساد دعوته دل على حرارة ايمانهم ، و متانة اعتقادهم بالاسترداد .
ثم تطرقت الانسيكلوبيديا إلى ذكر محاولة الاستعمار في فلسطين و أميركا و محلات اخرى في القرن السادس عشر و السابع عشر و الثامن عشر ، إلى ان قالت – في الصفحة 668 من المجلد الثاني عشر : كان لا بد من فشل هذه المشاريع الابتدائية ؛ لأن الشعب اليهودي لم يكن قد تهذب بعد إلى حد معرفة حقيقة مركزه في العالم الحديث ، و لم تكن عواطف الشعور التي مرت بأوروبا قد نهبته كفاية .
بيانات الكتاب
الاسم : الصهيونية ملخص تاريخها ، غايتها و امتدادها حتى سنة 1905 م
المؤلف : نجيب نصار
الناشر : مؤسسة هنداوي
عدد الصفحات : 58
الحجم : 11 ميجا
تحميل كتاب الصهيونية ملخص تاريخها ، غايتها و امتدادها حتى سنة 1905 م
روابط تحميل كتاب الصهيونية ملخص تاريخها ، غايتها و امتدادها حتى سنة 1905 م
أشترى كتبك الورقية بخصومات كبيرة وتوصيل لباب بيتك
رابط تحميل مباشر - جوجل درايفرابط تحميل فورشيرد
التواصل والإعلان على مواقعنا
قراءة اونلاين
أشترك فى قائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب
تابعنا على الفيسبوك
تابعنا على تويتر
زور موقعنا الجديد – معرفة بلس
زور موقعنا الجديد – عالم الروايات
زور موقعنا – مكتبة دوت كوم
زور موقع ثقف نفسك - حيث الثقافة والمعرفة
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire