الكتاب الذي يتناول كلَّ ما يتعلَّق بزحلة من أحوال جغرافية وديموغرافية قديمة وحديثة، منذ تأسيسها في أوائل القرن الثامن عشر وحتى عام ١٩١٣م وقت نشر الكتاب، مستعرضًا جميع مراحلها التاريخيَّة بالتفصيل، وكيف نهضت عبر الزمن لتصبح مركزًا اقتصاديًّا وسياحيًّا وثقافيًّا هامًّا.
وضع كثير من المتقدمين تواريخ عامة ، و جرد الآخرون تواريخ خاصة للناس و المدن و نحوها ، فحفظوا بذلك ذكر من تقدمهم ، الى ان كان عصر انحطاط بلادنا منذ بضعة قرون ؛ فقلت العناية بهذا الفن الذي هو من أنفع الفنون و أجزلها فائدة للآتين . حتى لقد كادت معرفة التواريخ تتلاشى ذكرا و تعفو أثرا من بيننا . فتنبهت منذ أمطيت عني التمائم الى ضرورة وضع تواريخ لكثير من مدننا التي
أوشكت أن تطمس أخبارها ، و لأسرنا ( عيالنا ) التي قلما يوثق بأخبارها ، فوقفت كثيرا من أوقاتي و أرصدت ما يلزم من الأوراق القديمة و المخطوطات للبحث و التنقيب ، غير مدخر وسعا في هذا السبيل ، و لا متوان ضجرا من سؤال الشيوخ و الحفظة و المراجعة . و قلما وقفت على مخطوطة أو ورقة الا و راجعتها بتدقيق ، مستنسخا كل ما له علاقة منها بموضوعي . فاجتمع لدي تعاليق كثيرة في تضاعيف مجلدات وافرة ، و لن أزال متحديا هذه الخطة الى هذه الساعة ، فوجدت أمامي مادة غزيرة . و كثيرا ما كنت أعارض الأقوال و المخطوطات ، و أمحصها على قدر الطاقة تبسطا في البحث و تحقيقا في العمل . و هذه خطة من كان في عصر مثل عصرنا الحاضر ، قد انقطعت فيه أسباب العناية بأسلافنا و بلداننا ، و انصرفت فيه أفكارنا الى استقراء ما عند الإفرنج من التواريخ و الأنباء التي لا علاقة لها بموطننا و لا بقومنا ، حتى اذا رأى أحدنا كتابا لأحد المستشرقين من الفرنجة يبحث عنا أعرض عن مطالعته و نبذه ظهريا ؛ لفشو مرض استضعاف أنفسنا بيننا ، و احتقار بلادنا و نحو ذلك مما يعد عيبا فينا و عارا علينا :
و ماذا الذي تدريه عند أجانب اذا كنت في أحوال دارك جاهلا
هذا و لما جئت زحلة و اتخذتها لى موطنا منذ بضع عشرة سنة ، شرعت أبحث عن تأريخها و شئون سكانها و قدم عمرانها ، فراجعت ما وصلت اليه يدي من الأوراق القديمة و السجلات و المخطوطات التي أشارت اليها ، مثل تاريخ القس روفائيل كرامة الحمصي ، و القس حنا حنانيا المنير الزوقي ، و هما من الرهبنة الحناوية الشهيرة ، و تاريخهما في حوادث القرن الثامن عشر للميلاد ، و تعاليق بعض أساقفة مدينة زحلة في يومياتهم الخاصة ، و كذلك بعض الكهنة الذين ولعوا بكتابة ما يجري أمامهم من الحوادث . أخصهم الطيبو الذكر الأسقفان باسيليوس شاهيات و أغناطيوس ملوك و الخوري فيلبس النمير .
بيانات الكتاب
الاسم : مدينة زحلة
المؤلف : عيسى إسكندر المعلوف
الناشر : مؤسسة هنداوي
عدد الصفحات : 218
الحجم : 2.5 ميجا
تحميل كتاب مدينة زحلة
رابط تحميل فورشيرد
طريقة التحميل التواصل والإعلان على مواقعنا
قراءة اونلاين
أشترك فى قائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب
تابعنا على الفيسبوك
تابعنا على تويتر
زور موقعنا الجديد – معرفة بلس
زور موقعنا الجديد – عالم الروايات
زور موقعنا – مكتبة دوت كوم
زور موقع ثقف نفسك - حيث الثقافة والمعرفة
مقدمة
وضع كثير من المتقدمين تواريخ عامة ، و جرد الآخرون تواريخ خاصة للناس و المدن و نحوها ، فحفظوا بذلك ذكر من تقدمهم ، الى ان كان عصر انحطاط بلادنا منذ بضعة قرون ؛ فقلت العناية بهذا الفن الذي هو من أنفع الفنون و أجزلها فائدة للآتين . حتى لقد كادت معرفة التواريخ تتلاشى ذكرا و تعفو أثرا من بيننا . فتنبهت منذ أمطيت عني التمائم الى ضرورة وضع تواريخ لكثير من مدننا التي
أوشكت أن تطمس أخبارها ، و لأسرنا ( عيالنا ) التي قلما يوثق بأخبارها ، فوقفت كثيرا من أوقاتي و أرصدت ما يلزم من الأوراق القديمة و المخطوطات للبحث و التنقيب ، غير مدخر وسعا في هذا السبيل ، و لا متوان ضجرا من سؤال الشيوخ و الحفظة و المراجعة . و قلما وقفت على مخطوطة أو ورقة الا و راجعتها بتدقيق ، مستنسخا كل ما له علاقة منها بموضوعي . فاجتمع لدي تعاليق كثيرة في تضاعيف مجلدات وافرة ، و لن أزال متحديا هذه الخطة الى هذه الساعة ، فوجدت أمامي مادة غزيرة . و كثيرا ما كنت أعارض الأقوال و المخطوطات ، و أمحصها على قدر الطاقة تبسطا في البحث و تحقيقا في العمل . و هذه خطة من كان في عصر مثل عصرنا الحاضر ، قد انقطعت فيه أسباب العناية بأسلافنا و بلداننا ، و انصرفت فيه أفكارنا الى استقراء ما عند الإفرنج من التواريخ و الأنباء التي لا علاقة لها بموطننا و لا بقومنا ، حتى اذا رأى أحدنا كتابا لأحد المستشرقين من الفرنجة يبحث عنا أعرض عن مطالعته و نبذه ظهريا ؛ لفشو مرض استضعاف أنفسنا بيننا ، و احتقار بلادنا و نحو ذلك مما يعد عيبا فينا و عارا علينا : و ماذا الذي تدريه عند أجانب اذا كنت في أحوال دارك جاهلا
هذا و لما جئت زحلة و اتخذتها لى موطنا منذ بضع عشرة سنة ، شرعت أبحث عن تأريخها و شئون سكانها و قدم عمرانها ، فراجعت ما وصلت اليه يدي من الأوراق القديمة و السجلات و المخطوطات التي أشارت اليها ، مثل تاريخ القس روفائيل كرامة الحمصي ، و القس حنا حنانيا المنير الزوقي ، و هما من الرهبنة الحناوية الشهيرة ، و تاريخهما في حوادث القرن الثامن عشر للميلاد ، و تعاليق بعض أساقفة مدينة زحلة في يومياتهم الخاصة ، و كذلك بعض الكهنة الذين ولعوا بكتابة ما يجري أمامهم من الحوادث . أخصهم الطيبو الذكر الأسقفان باسيليوس شاهيات و أغناطيوس ملوك و الخوري فيلبس النمير .
بيانات الكتاب
الاسم : مدينة زحلة
المؤلف : عيسى إسكندر المعلوف
الناشر : مؤسسة هنداوي
عدد الصفحات : 218
الحجم : 2.5 ميجا
تحميل كتاب مدينة زحلة
روابط تحميل كتاب مدينة زحلة
أشترى كتبك الورقية بخصومات كبيرة وتوصيل لباب بيتك
رابط تحميل مباشر - جوجل درايفرابط تحميل فورشيرد
قراءة اونلاين
أشترك فى قائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب
تابعنا على الفيسبوك
تابعنا على تويتر
زور موقعنا الجديد – معرفة بلس
زور موقعنا الجديد – عالم الروايات
زور موقعنا – مكتبة دوت كوم
زور موقع ثقف نفسك - حيث الثقافة والمعرفة
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire