في العصور الإسلامية الممتدة من حكم الفاطميين إلى حكم العلويين مرورًا بالأيوبيين والمماليك، كانت مصر وبلاد الشام مشمولتَين تحت دولة واحدة تتخذ من الأولى مقرًّا لها، وكلما ازدهرت دولة منها، امتدَّ الإصلاح والتشييد إلى جميع المناحي بامتداد السلطان. وحيث كانت القدس تحتلُّ على الدوام المنزلة الرفيعة لدى عموم المسلمين في كل زمان، تسابق الولاة والحكام الذين تعاقبوا على حكم مصر على تعمير بيت المقدس وما جاوره، فأنشَئوا بمعاونة المهرة من المعماريين المصريين العديد من المعاهد العلمية والمدارس
و قال عند بحثه عن هيئة المسجد الأقصى في زمن الخليفة الظاهر : (( إن حدود المسجد الشمالية كما بناها الخليفة الظاهر الفاطمي ، كانت و لا بد في محلها الذي نراها فيه الآن ، ثم ينتهي من ذلك بأن قسما كبيرا من بناء المسجد الأقصى الحالي ، لا بد ان يرجع الى عهد الخليفة الفاطمي الظاهر . ))
و قد استمر اهتمام ملوك مصر و أمرائها بالمسجد الأقصى في عهود الايوبيين و المماليك – البرجيين و البحريين – الاتراك و الجراكسة – و محمد علي باشا ، و المغفور له الملك فؤاد الذي تبرع بخمسة و عشرين ألف جنيه ذهبية لإصلاح المسجد الأقصى ، و حذا حذوه الملك الصالح فاروق ، و أمراء و أميرات البيت العلوي الكريم .
هذا و لم يقتصر اهتمام مصر بالمسجد الأقصى وحده ، على خطورته و قداسته ، طيلة هذه العصور ؛ إذ أخذ ملوك مصر و أمراؤها و أميراتها يتنافسون في بناء المدارس ، و الربط ، و الزوايا ، و الخوانق ، و الترب في بيت المقدس ، مما لا يزال قائما حتى الان .
فمن المعاهد التي كان لها شأن عظيم في القرنين الرابع و الخامس الهجريين ، دار العلم الفاطمية ببيت المقدس ، و كانت هذه الدار فرعا لدار العلم الفاطمية بالقاهرة ، التي أسسها الحاكم بأمر الله سنة ( 395 هـ / 1004 م ) ، وكان لها فروع في سائر البلاد التي امتدت اليها الدولة الفاطمية .
و قد جاء ذكر هذا المعهد في أبي الفدا المتوفي سنة ( 732 هـ / 1331 م ) ؛ إذ قال : و زاد – أي السلطان صلاح الدين – في وقف المدرسة – أي المدرسة الصلاحية – التي عملها في القدس ، و هذه المدرسة كانت قبل الإسلام تعرف بـ (( صندحنة )) ، ويذكرون ان فيها قبر حنة ام مريم ، ثم صارت في الإسلام دار علم قبل ان يملك الفرنج القدس ، ثم لما ملك الفرنج القدس سنة ( 492 هـ / 1098 م ) أعادوها كنيسة كما كانت قبل الإسلام ، فلما فتح السلطان القدس سنة ( 583 هـ 1187 م ) أعادها مدرسة ، و فوض تدريسها و وقفها الى القاضي بهاء الدين بن شداد .
المؤلف : أحمد سامح
الناشر : مؤسسة هنداوي
عدد الصفحات : 12
الحجم : 13 ميجا
تحميل كتاب المعاهد المصرية في بيت المقدس
رابط تحميل فورشيرد
طريقة التحميل التواصل والإعلان على مواقعنا
قراءة اونلاين
أشترك فى قائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب
تابعنا على الفيسبوك
تابعنا على تويتر
زور موقعنا الجديد – معرفة بلس
زور موقعنا الجديد – عالم الروايات
زور موقعنا – مكتبة دوت كوم
زور موقع ثقف نفسك - حيث الثقافة والمعرفة
مقدمة
جاء في كتاب : (( فن المعمار الإسلامي ، في العصور الأولى )) للمستشرق كرزول ، عند كلامه عن قبة الصخرة الشريفة بـ (( المسجد الأقصى )) : (( و من الجلي ان قسما كبيرا من بناء المسجد الحالي هو من عمل الخليفة الفاطمي الظاهر لإعزاز دين الله بما فيه الاقواس في الرواق الأوسط ، و عقود القبة ، و بناؤها الى السطح ، و رواق آخر شرقي الرواق الكبير ، و كذلك الأقواس عن يسار العقد الشرقي ، تحت القبة ، و أخيرا الأقواس المواجهة له من الجانبين ، مع جسورها الخشبية . ))و قد استمر اهتمام ملوك مصر و أمرائها بالمسجد الأقصى في عهود الايوبيين و المماليك – البرجيين و البحريين – الاتراك و الجراكسة – و محمد علي باشا ، و المغفور له الملك فؤاد الذي تبرع بخمسة و عشرين ألف جنيه ذهبية لإصلاح المسجد الأقصى ، و حذا حذوه الملك الصالح فاروق ، و أمراء و أميرات البيت العلوي الكريم .
هذا و لم يقتصر اهتمام مصر بالمسجد الأقصى وحده ، على خطورته و قداسته ، طيلة هذه العصور ؛ إذ أخذ ملوك مصر و أمراؤها و أميراتها يتنافسون في بناء المدارس ، و الربط ، و الزوايا ، و الخوانق ، و الترب في بيت المقدس ، مما لا يزال قائما حتى الان .
فمن المعاهد التي كان لها شأن عظيم في القرنين الرابع و الخامس الهجريين ، دار العلم الفاطمية ببيت المقدس ، و كانت هذه الدار فرعا لدار العلم الفاطمية بالقاهرة ، التي أسسها الحاكم بأمر الله سنة ( 395 هـ / 1004 م ) ، وكان لها فروع في سائر البلاد التي امتدت اليها الدولة الفاطمية .
و قد جاء ذكر هذا المعهد في أبي الفدا المتوفي سنة ( 732 هـ / 1331 م ) ؛ إذ قال : و زاد – أي السلطان صلاح الدين – في وقف المدرسة – أي المدرسة الصلاحية – التي عملها في القدس ، و هذه المدرسة كانت قبل الإسلام تعرف بـ (( صندحنة )) ، ويذكرون ان فيها قبر حنة ام مريم ، ثم صارت في الإسلام دار علم قبل ان يملك الفرنج القدس ، ثم لما ملك الفرنج القدس سنة ( 492 هـ / 1098 م ) أعادوها كنيسة كما كانت قبل الإسلام ، فلما فتح السلطان القدس سنة ( 583 هـ 1187 م ) أعادها مدرسة ، و فوض تدريسها و وقفها الى القاضي بهاء الدين بن شداد .
بيانات الكتاب
الاسم : المعاهد المصرية في بيت المقدسالمؤلف : أحمد سامح
الناشر : مؤسسة هنداوي
عدد الصفحات : 12
الحجم : 13 ميجا
تحميل كتاب المعاهد المصرية في بيت المقدس
روابط تحميل كتاب المعاهد المصرية في بيت المقدس
أشترى كتبك الورقية بخصومات كبيرة وتوصيل لباب بيتك
رابط تحميل مباشر - جوجل درايفرابط تحميل فورشيرد
قراءة اونلاين
أشترك فى قائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب
تابعنا على الفيسبوك
تابعنا على تويتر
زور موقعنا الجديد – معرفة بلس
زور موقعنا الجديد – عالم الروايات
زور موقعنا – مكتبة دوت كوم
زور موقع ثقف نفسك - حيث الثقافة والمعرفة
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire