في النقد الأدبي لـ إسماعيل مظهر - kitabot

vendredi 13 février 2015

في النقد الأدبي لـ إسماعيل مظهر

ألف أحمد أمين هذا الكتاب ليكون كتابًا مرجعًا، حيث تطرق فيه إلى الكثير من القضايا ذات الصلة بالنقد الأدبي، فتحدث عن أصول النقد ومبادئه، ونظرياته، والأسس التحليلية التي تستند إليها هذه النظريات، والغرض من دراستها، وارتباطها بالفن والعلم، كما تناول المؤلف الجانب التاريخي الخاص بالنقد الأدبي عند العرب والغرب، فاستعرض تاريخ النقد الأدبي الغربي، وتطرق إلى عوامل انحلال المدرسة الكلاسيكية الحديثة، ووضْع النقد الأدبي بين المدرسة الكلاسيكية والمدرسة الرومانتيكية، هذا بالإضافة إلى تطرقه لتاريخ النقد الأدبي في الحضارة العربية بدءًا من العصر الجاهلي مرورًا بالعصر الأموي وانتهاءً بالعصر العباسي.

مقدمة

  ما من شيء في دنيا الفكر ينبغي ان تحدد معانيه تحديدا دقيقا ، اذا أردنا ان نأمن العثار و نطوي مراحل الجدل ، كتحديد المعنى الذي ندركه من كلمة الله ، و المعنى الذي ندركه من كلمة (( الألوهية أو الربوبية )) . في النقد الأدبيلا شك في ان المعنى المدرك من قولك (( الله )) ، و المعنى المدرك من قولك (( ألوهية أو ربوبية )) فيهما تضايف شديد الآصرة ؛ اذ ان تسليمك بأحدهما يجرك الى التسليم بالآخر ، و لكن ينبغي لنا ان نتواضع على تفرقة بينهما في الاستعمال ، و أود لو أننا ندرك اذا قلنا (( الله ) أنه موضوع مرده الى الدين ، و أن ندرك من القول (( بالألوهية او الربوبية )) أنه موضوع مرده الى الفلسفة او التأمل .
أريد بذلك أن أقول ان كلامنا اذا انصرف الى (( الله )) لزمنا ان نتقيد بكل ما جاء به دين ما من وصف أو تقييد لمعناه او صفاته ، فندرك من الله في التوراة مثلا ما لا ندرك منه في الاناجيل ، و ندرك منه في الإسلام معنى مخالفا للمعنى الذي صور في التوراة و الانجيل معا ، ذلك بحسب الخصائص التي لكل دين ؛ لأن الصورة التي تضفى على (( الله )) في كل دين هي صورة حقة لطبيعة ذلك الدين . أما اذا انصرف الكلام الى فكرة الألوهية و الربوبية ، فهنالك تخرج الى الباحات الواسعة و الآفاق القصية التي يسبح فيها الفكر ، غير مقيد بالحدود التي تحددها الأديان ، فباعتباري مسلما علي بأن أسلم بأن الله (( ليس كمثله شيء )) و أقف ، و باعتباري باحثا علي ان أبحث أول شيء في (( هل الله ليس كمثله شيء ؟ )) أو أنه (( كمثل جميع الأشياء )) ، لأدلف من ثمت الى مجال المنطق الذي هو مجال الشك .
لقد اختصر المسلمون الطريق اذ قالوا بأن (( الله )) ليس كمثله شيء .
نعم قد تقع في جميع الديانات العظام على معان و أقوال تحاول التعبير عما عبر عنه المسلمون بهذه الكلمات الثلاث ، أراد أصحاب الأديان بذلك أن يردوا (( الله )) الى فكرة و غاية في التجريد ؛ بل أرادوا بذلك ان يعجزوا العقل ، و يسدوا عليه المسالك حتى يتنكب طريق البحث في الله .
و إنما أراد أصحاب الأديان بذلك ان يحتفظوا بوحدة الاعتقاد ان يزلزله الشك . تلك الوحدة التي أقاموها على نظرية أن الانسان معتقد بالطبع : (( أيا كان موضوع الاعتقاد ، كأنما يوجد الاستعداد للعقيدة أولا ، ثم توجد العقيدة على اختلاف نصيبها من الرشد او الضلال )) ، حتى لقد قيل : (( إن في الطبع الإنساني جوعا الى الاعتقاد كجوع المعدة الى الطعام . ))

بيانات الكتاب

الاسم : في النقد الأدبي
المؤلف : إسماعيل مظهر
الناشر : مؤسسة هنداوي
عدد الصفحات : 112
الحجم : 6.8 ميجا
تحميل كتاب في النقد الأدبي

 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire