الأدب هو مرآة العصر، فلا شك أن كل ما يخفيه الناس يظهر في نصوصهم الأدبية، والأدب في عصر مصر الفاطمية لم يأخذ حقَّه من الدراسة؛ نظرًا لصعوبة هذه الفترة وتداخُل أحداثها، فهل حقًّا كان المصريون راضين عن الحكم الفاطمي؟ أم أن أقلامهم باتت مسنونة ضده؟ يُحاوِل المؤلِّف الإجابة عن هذا السؤال، لذا؛ فالكتاب ضروري للمؤرخ والأديب والمثقف، بل للقارئ العادي أيضًا، حيث يُعرِّفنا حقبة هامة من تاريخنا اختلفت فيها الآراء بين مؤيد ومعارض؛ لذا نجد محمد كامل حسين — وقد بذل جهدًا شاقًّا في هذا الكتاب — يعرض لنا الأدب المصري في العصر الفاطمي بادئًا بالأدب في العقيدة الشيعية وما قاله الشعراء عنها، ثم ما قاله المؤرخون والشعراء والعلماء والفقهاء عن تلك العقيدة.
نعطيهم صورة صحيحة لتلك النزعة الدينية التي تمايز بها عصر الفاطميين عن غيره من عصور مصر ؛ فقد خضعت مصر لهذا المذهب الديني ، و اتخذها أئمة هذا المذهب قاعدة ملكهم ، فأصبح هذا المذهب هو المحور الذي تدور عليه الحياة المصرية من اجتماعية و سياسية و فكرية و أدبية ، بحيث لا نستطيع ان نعرف حقيقة هذه الألوان المختلفة من الحياة المصرية في عصر الفاطميين الا على ضوء عقائد هذه الفرقة من فرق المسلمين .
أدركنا هذه الحقيقة ، و قرأنا الكتاب التي تحدثت عن الفاطميين و عقائدهم ، فرأينا هذه الكتب تعطينا صورا متناقضة أشد التناقض عن عقائد الفاطميين بحيث لا يستطيع أن يطمئن اليها بحاث ؛ ففي الوقت الذي نرى فيه هذه الكتب تذهب الى ان الفاطميين أقاموا دولتهم على أساس ديني إسلامي ، و ان الخلفاء الفاطميين اتخذوا سندهم من نسبتهم الى الرسول الكريم ( صلى الله عليه و سلم ) . و أن الفاطميين احتفلوا بالأعياد الدينية الإسلامية احتفالا لم يعهد من قبل ، و أنهم اسسوا المساجد لإقامة الصلوات ، و كانوا يخرجون لإمامة الناس و الخطبة في الأعياد ، الى غير ذلك من المظاهر التي تعشر بأن الفاطميين كانوا من أشد الناس حرصا على الإسلام و تقاليد المسلمين ، و في الوقت نفسه نرى هذه الكتاب أيضا تذهب الى ان الفاطميين كانوا يقولون بالإباحة و تحليل ما حرمه الله تعالى ، و نبذوا الصلاة و الصوم و الحج ، بل عملوا على طرح الأديان ، و دانوا بالتناسخ و الحلول و التلاشي ، و ادعوا معرفة الغيب ... الى غير ذلك . قرأنا ذلك كله ، و عجبنا أشد العجب لهذا التناقض الذي وقع فيه القدماء و المحدثون ، فحرصنا على كتب دعوة الفاطميين ، و راعنا أن القاهرة التي أنشأها الفاطميون و كانت قاعدة ملكهم الواسع ، لا تحتفظ بكتاب واحد من كتب الدعوة ، فسعينا الى البحث في غير مصر ، و كان السعي شاقا عسيرا كلفنا من الجهد و المال الشيء الكثير ، و ما حيلتنا اذا كانت أكثر كتب الدعوة في حوزة طاهر سيف الدين الذي لقب نفسه بسلطان البهرة ، و زعم انه الداعي المطلق لإمام مستور من نسل الأئمة الفاطميين ، و هو رجل شحيح بهذه الكتب على الباحثين بدعوى انها كتب الدعوة السرية .
المؤلف : محمد كامل حسين
الناشر : مؤسسة هنداوي
عدد الصفحات : 398
الحجم : 13 ميجا
تحميل كتاب في أدب مصر الفاطمية
طريقة التحميل رابط تحميل فورشيرد التواصل والإعلان على مواقعنا
قراءة اونلاين أشترك فى قائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب
تابعنا على الفيسبوك
تابعنا على تويتر
زور موقعنا الجديد – معرفة بلس
زور موقعنا الجديد – عالم الروايات
زور موقعنا – مكتبة دوت كوم
زور موقع ثقف نفسك - حيث الثقافة والمعرفة
مقدمة
هذا الكتاب (( في أدب مصر الفاطمية )) ، حلقة جديدة من سلسلة : (( أدب مصر الإسلامية )) ، و كان من حقه ان يكون بين يدي لجمهور منذ خمسة عشر عاما ، و لكننا لم نشأ ان نخرجه للناس قبل ان
نعطيهم صورة صحيحة لتلك النزعة الدينية التي تمايز بها عصر الفاطميين عن غيره من عصور مصر ؛ فقد خضعت مصر لهذا المذهب الديني ، و اتخذها أئمة هذا المذهب قاعدة ملكهم ، فأصبح هذا المذهب هو المحور الذي تدور عليه الحياة المصرية من اجتماعية و سياسية و فكرية و أدبية ، بحيث لا نستطيع ان نعرف حقيقة هذه الألوان المختلفة من الحياة المصرية في عصر الفاطميين الا على ضوء عقائد هذه الفرقة من فرق المسلمين . أدركنا هذه الحقيقة ، و قرأنا الكتاب التي تحدثت عن الفاطميين و عقائدهم ، فرأينا هذه الكتب تعطينا صورا متناقضة أشد التناقض عن عقائد الفاطميين بحيث لا يستطيع أن يطمئن اليها بحاث ؛ ففي الوقت الذي نرى فيه هذه الكتب تذهب الى ان الفاطميين أقاموا دولتهم على أساس ديني إسلامي ، و ان الخلفاء الفاطميين اتخذوا سندهم من نسبتهم الى الرسول الكريم ( صلى الله عليه و سلم ) . و أن الفاطميين احتفلوا بالأعياد الدينية الإسلامية احتفالا لم يعهد من قبل ، و أنهم اسسوا المساجد لإقامة الصلوات ، و كانوا يخرجون لإمامة الناس و الخطبة في الأعياد ، الى غير ذلك من المظاهر التي تعشر بأن الفاطميين كانوا من أشد الناس حرصا على الإسلام و تقاليد المسلمين ، و في الوقت نفسه نرى هذه الكتاب أيضا تذهب الى ان الفاطميين كانوا يقولون بالإباحة و تحليل ما حرمه الله تعالى ، و نبذوا الصلاة و الصوم و الحج ، بل عملوا على طرح الأديان ، و دانوا بالتناسخ و الحلول و التلاشي ، و ادعوا معرفة الغيب ... الى غير ذلك . قرأنا ذلك كله ، و عجبنا أشد العجب لهذا التناقض الذي وقع فيه القدماء و المحدثون ، فحرصنا على كتب دعوة الفاطميين ، و راعنا أن القاهرة التي أنشأها الفاطميون و كانت قاعدة ملكهم الواسع ، لا تحتفظ بكتاب واحد من كتب الدعوة ، فسعينا الى البحث في غير مصر ، و كان السعي شاقا عسيرا كلفنا من الجهد و المال الشيء الكثير ، و ما حيلتنا اذا كانت أكثر كتب الدعوة في حوزة طاهر سيف الدين الذي لقب نفسه بسلطان البهرة ، و زعم انه الداعي المطلق لإمام مستور من نسل الأئمة الفاطميين ، و هو رجل شحيح بهذه الكتب على الباحثين بدعوى انها كتب الدعوة السرية .
بيانات الكتاب
الاسم : في أدب مصر الفاطميةالمؤلف : محمد كامل حسين
الناشر : مؤسسة هنداوي
عدد الصفحات : 398
الحجم : 13 ميجا
تحميل كتاب في أدب مصر الفاطمية
روابط تحميل كتاب في أدب مصر الفاطمية
أشترى كتبك الورقية بخصومات كبيرة وتوصيل لباب بيتك
رابط تحميل مباشر - جوجل درايفقراءة اونلاين أشترك فى قائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب
تابعنا على الفيسبوك
تابعنا على تويتر
زور موقعنا الجديد – معرفة بلس
زور موقعنا الجديد – عالم الروايات
زور موقعنا – مكتبة دوت كوم
زور موقع ثقف نفسك - حيث الثقافة والمعرفة
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire