تحت راية القرآن لـ مصطفى صادق الرافعي - kitabot

vendredi 13 février 2015

تحت راية القرآن لـ مصطفى صادق الرافعي

أثار كتاب الشعر الجاهلي ﻟ «طه حسين» موجة عاتية من النقد والجدال الذي أخذ عدة نواحي فكرية ودينية وأدبية، وتسببت بعض الأفكار الجامحة الواردة في الكتاب في اتهام مؤلفه بالكفر والزندقة، ولما كان منهج الأدباء والمفكرين في الرد على خصومهم يلجأ لمقارعة الحجة بالحجة، وعرض الحقائق والأفكار فقد انبرى عدة مفكرين كبار لتفنيد ما جاء بهذا الكتاب وكان «الرافعي» أبرزهم، حيث انتصر للدفاع عن تراثنا القديم كما بين بعض المغالطات التي ذكرها حسين، وقد ارتكز المؤلف في دفاعه على ذخيرته من الثقافة الإسلامية خاصةً آيات القرآن الكريم وتفسيره، فكان هذا الدفاع تحت راية القرآن العظيم.

مقدمة

  بسم الله الرحمن الرحيم

و صلى الله على رسله و أنبيائه : اللهم هيئ لنا الخير ، و اعزم لما على الرشد ، و آتنا من لدنك رحمة ، و اكتب لنا السلامة في الرأي ، و جنبنا فتنة الشيطان أن يقوي بها فنضعف ، أو نضعف لها تحت راية القرآنفيقوى ، و لا تدعنا من كوكب هداية منك في كل ظلمة شك منا ، و اعصمنا أن تكون آراؤنا في الحق البين مكان الليل من نهاره ، أو تنزل ظنوننا من اليقين النير منزلة الدخان من ناره ، نسألك بوجهك ، و نتوسل اليك بحمدك ، و ندعوك بأفئدة عرفتك حين كذب يغرها فأقرت ، و آمنت بك فزلزل غيرها و استقرت .
و أما بعد : فإني قد نظرت فإذا كل ما كنت أريد ان أقوله في هذه الكلمة قد كتبته في هذه المقالات ، فهي لا تدع مسألة و لا تترك شبهة و لا تزال تأخذ بيد القارئ فتضعها على غلطات أصحابنا المجددين ، بل المبددين ، واحدة بعد واحدة ، و شيئا بعد شيء ، فهو منها في برهان لائح من حيث بدأ الى حيث ينتهي ، كالنجم : لا يزال بعين منه أين مشى و كيف تلفت .
و ما رأيت فئة يأكل الدليل الواحد أدلتها جميعا كهؤلاء المجددين في العربية ؛ فهم عند أنفسهم كالجمرة المتوقدة : لا يشبعها حطب الدنيا ، و لكن غرفة من الماء تأكل الجمرة ، و هم مخذولون بقوة الله ؛ اذ ليس فيهم رجل فصيح بليغ يكون لهم كالتعبير من الطبيعة عن هذا المذهب ، حتى يثبت مذهبهم فلا يدفع و يقوم فلا ينقص ، و لن يأتي لهم هذا الرجل ، فلو انه اتفق لهم لكان أشد أعدائهم ، و لأغلط فيهم النكاية ، فما زال ينقصهم أبدا و لن يتموا به أبدا ، و ذلك من عجيب تقدير الله في العربية ، لمكان القرآن منها ، حتى لا يدخل في طمع أحد و لا تناله يد متناول ، فهو محظوظ بالقدر كما ترى ، و الله غالب على أمره و لكن أكثر الناس لا يعلمون .
و إن طائفة من الذباب لو أصابت حاميا مدافعا من النسور فجاءت تطن بأجنحتها لتلوذ به و تنضوي اليه ، ثم قصف النسر قصفته بجانحيه لأهلكها أو بعثرها و شردها ، و هو كان في وهمها ملاذا ، و كان عندها حمى ، فذلك مثل القوم و ما يحتاجون اليه من الرجل البليغ اذا التمسوه فأصابوه !

بيانات الكتاب

الاسم : تحت راية القرآن
المؤلف : مصطفى صادق الرافعي
الناشر : مؤسسة هنداوي
عدد الصفحات : 340
الحجم : 11.5 ميجا
تحميل كتاب تحت راية القرآن

 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire