المسألة الشرقية لـ مصطفى كامل - kitabot

mercredi 4 février 2015

المسألة الشرقية لـ مصطفى كامل

  «المسألة الشرقية» هو عمل تاريخي بالأساس، إلا أنه لا يخلو من غرض سياسي قَصَدَ به «مصطفى كامل» نُصرَة القضية المصرية، عرَّف فيه المسألة الشرقية بأنها ذلك الصراع القائم بين دول أوروبا ودولة الخلافة العثمانية المترامية الأطراف ووجودها في قلب القارة العجوز، ولعل المتأمل يرى أن الغرض الأبرز من مناقشة مثل هذه القضية الكبيرة هو وضع حركة الاستقلال التي كان يقودها «مصطفى كامل» من أجل تحرير مصر في إطار مُحدد …

مقدمة

المسألة الشرقية  اتفق الكتاب و السياسيون على ان المسألة الشرقية هي مسألة النزاع القائم بين بعض دول أوروبا و بين الدولة العلية ، بشأن البلاد الواقعة تحت سلطانها ، و بعبارة أخرى : هي مسألة وجود الدولة العلية نفسها في أوروبا ، و قد قال كتاب آخرون من الشرق و من الغرب بأن المسألة الشرقية : هي مسألة النزاع المستمر بين النصرانية و الإسلام ، أي مسألة حروب صليبية متقطعة بين الدولة القائمة بأمر الإسلام و بين دول المسيحية . الا ان هذا التعريف و ان كان فيه شيئا من الحقيقة ، فليس بصحيح تماما ؛ لأن الدول التي تنازع الدولة العلية وجودها لا تعاديها باسم الدين فقط ، بل في الغالب تعاديها طمعا في نوال شيء من أملاكها ، و قد أرانا التاريخ أحوالا كثيرة لم يستعمل الدين فيها الا سلاحا او وسيلة لنوال غرض جوهري ، فهو ستار تختفي وراءه أغراض شتى و أطماع مختلفة . و الذي يراجع تاريخ الدولة العلية ، و يقلب صحائف أمورها من أول وجودها الى اليوم ؛ يرى ان المسألة الشرقية نشأت مع الدولة نفسها ؛ أي إنه منذ وطأت أقدام الترك ثرى أوروبا ، و أسسوا دولتهم الفخمة ، قام بينهم و بين بعض الدول الأوروبية النزاع الشديد ، و درات الحروب العديدة . و بالجملة فإنه منذ ظهرت صولة الترك في أوروبا ، أخذت بعض الدول على عهدتها معاداة الدولة و مطاردتها ، و العمل على إخراجها من هاته القارة ، و لكنها أعمال حبطت و آمال خابت ؛ اذ اصبح أمر بقاء دولة آل عثمان من أول الأمور الضرورية اللازمة لسلامة بني الانسان .
و قد وهب الله الدولة العثمانية سلطة و رهبة عظيمة حينا طويلا من الزمان ، فأخضعت لسلطانها الأمم و الدول ، و أرهبت بقوتها و عظمتها كل قوي و كل عظيم ، و رفعت رايتها الهلالية الجليلة على أصقاع شاسعة و أقطار واسعة ، فأبقت فتوحاتها و انتصاراتها في نفوس الأمم المقهورة بغضاء كامنة ، و عداوة لدودة ، فكان ذلك السبب الأول في الحروب العديدة التي وجهت ضدها ، و أقيمت في وجهها .
و لما كانت البلاد الواقعة تحت سلطة الدولة العلية من أجمل بلاد العالم و أغناها ؛ فقد تاقت نفوس أصحاب الدول الأوروبية لإخراج الترك من هذه البلاد و تقسيمها بينها ، فكانت هذه الدول تحارب الدولة العلية بأمل تقسيمها شيئا فشيئا ، و الاستيلاء على أجزائها جزءا فجزءا ، و هذا هو سبب آخر لعداوة بعض الدول الأوروبية للدولة العلية .
و اذا دققنا النظر في سبب العداوة المشهور ، و هو مسألة الدين ، وجدنا أن الدولة العلية هي الدولة الوحيدة في دول الأرض التي عاملت رعاياها الذين يدينون بغير دينها بالتسامح و التساهل و الاعتدال فقد اتبعت أوامر الشرع الشريف ، و تركت للمسيحيين حرية دياناتهم و عوائدهم و تقاليدهم ، و احترمت عقائدهم كل الاحترام ، فعاشوا طويلا ممتعين بهاته الحرية على حين ان مسيحيي اسبانيا قتلوا المسلمين ؛ لأنهم مسلمون و هتكوا أعراض نسائهم ، و حرمة بيوتهم ، و ما رحموا انسانا .
بيانات الكتاب
الاسم : المسألة الشرقية
المؤلف : مصطفى كامل
الناشر : مؤسسة هنداوي
عدد الصفحات : 121
الحجم : 16.8 ميجا
تحميل كتاب المسألة الشرقية

 



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire