وحى القلم"وهذا هو الجزء الاول منه وهو فى جملتة عقيدة الرافعي في مختلف نواحي الحياة جمع فيه بين الأدب والتاريخ واللغة والدين فنراه يحسن الوصف ويدغدغ المشاعر تارة وتارة يدافع عن لغتنا العربية، وتارة يسوق من التاريخ ما له فائدة عامة، إذ أن لغته أبسط من رشائله الأدبيه كما أنه متنوع القوة إذ أنه مجموعة مقالات على مر حياته الأدبية الحافلة فتختلف لغته بتقدمه في السن والعلم
لا وجود للمقالة البيانية الا في المعاني التي اشتملت عليها ، يقيمها الكاتب على حدود و يديرها على طريقة ، مصيبا بألفاظه مواقع الشعور ، مثيرا بها مكامن الخيال ، آخذا بوزن ، تاركا بوزن ؛ لتأخذ النفس كما يشاء و تترك .
و نقل حقائق الدنيا نقلا صحيحا الى الكتابة أو الشعر ، هو انتزاعها من الحياة في أسلوب ، و إظهارها للحياة في أسلوب آخر يكون أوفى و أدق و أجمل ، لوضعه كل شيء في خاص معناه ، و كشفه
حقائق الدنيا كشفة تحت ظاهرها الملتبس ، و تلك هي الصناعة الفنية الكاملة ؛ تستدرك النقص فتتمه ، و تتناول السر فتلعنه ، و تلمس المقيد فتطلقه ، و تأخذ المطلق فتحده ، و تكشف الجمال فتظهره ، و ترفع الحياة درجة في المعنى ، و تجعل الكلام كأنه وجد لنفسه عقلا يعيش به .
فالكاتب الحق لا يكتب ليكتب ؛ و لكنه أداة في يد القوة المصورة لهذا الوجود ، تصور به شيئا من أعمالها فنا من التصوير . الحكمة الغامضة تريده على التفسير ؛ تفسير الحقيقة ، و الخطأ الظاهر يريده على التبيين ؛ تبيين الصواب ، و الفوضى المائجة تسأله الإقرار ؛ إقرار التناسب ، و ما وراء الحياة يتخذ من فكرة صلة بالحياة ، و الدنيا كلها تنتقل فيه مرحلة نفسية لتعلو به أو تنزل . و من ذلك لا يخلق الملهم أبدا الا و فيه أعصابه الكهربائية ، و له في قلبه الرقيق موضع مهيأة للاحتراق تنفذ اليها الأشعة الروحانية ، و تتساقط منها بالمعاني .
و اذا اختير الكاتب لرسالة ما ، شعر بقوة تفرض نفسها عليه ؛ منها سناد رأيه ، و منها إقامة برهانه ، و منها جمال ما يأتي به ، فيكون إنسانا لأعماله و أعمالها جميعا ، له بنفسه وجود و له بها وجود آخر ؛ و من ثم يصبح عالما بعناصره للخير أو الشر كما يوجه ؛ و يلقي فيه مثل السر الذي يلقى في الشجرة ؛ لإخراج ثمرها بعمل طبيعي يرى سهلا كل السهل حين يتم ، و لكنه صعب أي صعب حين يبدأ .
هذه القوة التي تجعل اللفظة المفردة في ذهنه معنى تاما ، و تحول الجملة الصغيرة الى قصة ، و تنتهي باللمحة السريعة الى كشف عن حقيقة ، و هي تخرجه من حكم أشياء ليحكم عليها ، و تدخله في حكم أشياء غيرها لتحكم عليه ؛ و هي هي التي تميز طريقته و أسلوبه ؛ و كما خلق الكون من الاشعاع تضع الاشعاع في بيانه .
بيانات الكتاب
الاسم : وحي القلم
المؤلف : مصطفى صادق الرافعي
الناشر : مؤسسة هنداوي
عدد الصفحات : 1187
الحجم : 4.1 ميجا
تحميل كتاب وحي القلم
رابط تحميل فورشيرد
التواصل والإعلان على مواقعنا
طريقة التحميل قراءة اونلاين
أشترك فى قائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب
تابعنا على الفيسبوك
تابعنا على تويتر
زور موقعنا الجديد – معرفة بلس
زور موقعنا الجديد – عالم الروايات
زور موقعنا – مكتبة دوت كوم
زور موقع ثقف نفسك - حيث الثقافة والمعرفة
مقدمة
لا وجود للمقالة البيانية الا في المعاني التي اشتملت عليها ، يقيمها الكاتب على حدود و يديرها على طريقة ، مصيبا بألفاظه مواقع الشعور ، مثيرا بها مكامن الخيال ، آخذا بوزن ، تاركا بوزن ؛ لتأخذ النفس كما يشاء و تترك .
و نقل حقائق الدنيا نقلا صحيحا الى الكتابة أو الشعر ، هو انتزاعها من الحياة في أسلوب ، و إظهارها للحياة في أسلوب آخر يكون أوفى و أدق و أجمل ، لوضعه كل شيء في خاص معناه ، و كشفه
حقائق الدنيا كشفة تحت ظاهرها الملتبس ، و تلك هي الصناعة الفنية الكاملة ؛ تستدرك النقص فتتمه ، و تتناول السر فتلعنه ، و تلمس المقيد فتطلقه ، و تأخذ المطلق فتحده ، و تكشف الجمال فتظهره ، و ترفع الحياة درجة في المعنى ، و تجعل الكلام كأنه وجد لنفسه عقلا يعيش به . فالكاتب الحق لا يكتب ليكتب ؛ و لكنه أداة في يد القوة المصورة لهذا الوجود ، تصور به شيئا من أعمالها فنا من التصوير . الحكمة الغامضة تريده على التفسير ؛ تفسير الحقيقة ، و الخطأ الظاهر يريده على التبيين ؛ تبيين الصواب ، و الفوضى المائجة تسأله الإقرار ؛ إقرار التناسب ، و ما وراء الحياة يتخذ من فكرة صلة بالحياة ، و الدنيا كلها تنتقل فيه مرحلة نفسية لتعلو به أو تنزل . و من ذلك لا يخلق الملهم أبدا الا و فيه أعصابه الكهربائية ، و له في قلبه الرقيق موضع مهيأة للاحتراق تنفذ اليها الأشعة الروحانية ، و تتساقط منها بالمعاني .
و اذا اختير الكاتب لرسالة ما ، شعر بقوة تفرض نفسها عليه ؛ منها سناد رأيه ، و منها إقامة برهانه ، و منها جمال ما يأتي به ، فيكون إنسانا لأعماله و أعمالها جميعا ، له بنفسه وجود و له بها وجود آخر ؛ و من ثم يصبح عالما بعناصره للخير أو الشر كما يوجه ؛ و يلقي فيه مثل السر الذي يلقى في الشجرة ؛ لإخراج ثمرها بعمل طبيعي يرى سهلا كل السهل حين يتم ، و لكنه صعب أي صعب حين يبدأ .
هذه القوة التي تجعل اللفظة المفردة في ذهنه معنى تاما ، و تحول الجملة الصغيرة الى قصة ، و تنتهي باللمحة السريعة الى كشف عن حقيقة ، و هي تخرجه من حكم أشياء ليحكم عليها ، و تدخله في حكم أشياء غيرها لتحكم عليه ؛ و هي هي التي تميز طريقته و أسلوبه ؛ و كما خلق الكون من الاشعاع تضع الاشعاع في بيانه .
بيانات الكتاب
الاسم : وحي القلم
المؤلف : مصطفى صادق الرافعي
الناشر : مؤسسة هنداوي
عدد الصفحات : 1187
الحجم : 4.1 ميجا
تحميل كتاب وحي القلم
روابط تحميل كتاب وحي القلم
أشترى كتبك الورقية بخصومات كبيرة وتوصيل لباب بيتك
رابط تحميل مباشر - جوجل درايفرابط تحميل فورشيرد
التواصل والإعلان على مواقعنا
أشترك فى قائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب
تابعنا على الفيسبوك
تابعنا على تويتر
زور موقعنا الجديد – معرفة بلس
زور موقعنا الجديد – عالم الروايات
زور موقعنا – مكتبة دوت كوم
زور موقع ثقف نفسك - حيث الثقافة والمعرفة
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire