العلم؛ ظاهرة إنسانية قديمة قِدم الإنسان، نشأت مع ظهوره فاخترع رموز العد الرياضية قبل أن يضع الأبجدية المكتوبة، فطالما كانت الغاية تطويع البيئة؛ بالسحر تارة، وبالتقنية التي يصيغها له العلم تارة أخرى، تلك الظاهرة المستمرة التي كانت حصيلة مجهودات بشرية متراكمة لم تتوقف أبدًا؛ فقد وضعت حضارات الشرق القديم أصوله، وصاغ الإغريق أسسه النظرية، ثم اعتنى العرب بترجمته ودرسه وتطبيقه في عصورهم الذهبية فلم يَضِع في ظلمات العصور الأوروبية الوسطى، فكانت ثوراته الكبرى في عصور العقلانية والتنوير، وهنا تظهر الفلسفة في المشهد من جديد، فالعلم أصبح يشكل الواقع والعقول .
هذا الكتاب محاولة طموحة لتقديم رؤية بانورامية شاملة لفلسفة العلم ، هي بدورها رؤية شاملة لظاهرة العلم ذاتها في إطارها المعرفي و الحضاري و علاقتها بالأبنية و الظواهر الثقافية الأخرى ، فليس العلم محض مهنة تحترفها فئة من ذوي العقول المتميزة جيدة الإعداد ؛ هي فئة العلماء . العلم أعم و أهم ، إنه أخطر ظواهر الحضارة الإنسانية ، ألقيت أصوله في الحضارات الشرقية القديمة ، و صيغت اسسه النظرية في حضارة الإغريق ، حتى كان الدور العظيم الذي قامت به الحضارة العربية الإسلامية في عصرها الذهبي . و لم نتوان عن ابراز هذا الجانب في الفصل الأول من الكتاب ، فقد كان تاريخ العلوم عند العرب هو المقدمة الشرطية ، التاريخية و الجغرافية و المنطقية ، المفضية لنشأة العلم الحديث . لقد سار العلم عبر التاريخ ، حتى كانت التطورات التي لحقت بالعلم الحديث فخلقت الخلفية الضرورية لنشأة فلسفة العلم ، و اكتمل الاطار اللازم لها منذ ما يسمى بعصر التنوير ، فتجسدت و تبلورت و نمت كفرع من فروع الفلسفة الغربية في القرن التاسع عشر . و في القرن العشرين باتت فلسفة العلم من أهم فروع الفلسفة المعاصرة و أكثرها استقطابها لأبعادها الشتى و تعبيرا عن منحنياتها ، و بالتالي الأجدر بالعناية ... و تجتهد صفحات الكتاب لتكشف عن تفاصيل هذا و مبرراته و حيثياته و مردوداته .
صدرت الطبعة الأولى من هذا الكتاب في الشهر الأخير من القرن العشرين ، ديسمبر من عام 2000 م على سبيل توديع القرن برؤية شاملة لواحد من أسطع جوانب النبض العقلي في أعطافه ، رؤية تتبع الأصول و تستقصي الحصاد ، و تحاول استشراف الآفاق . و قد صدرت عن سلسلة (( عالم المعرفة )) المرموقة التي يخرجها المجلس الوطني للثقافة و الفنون و الآداب بدولة الكويت الشقيقة ذات العطاء الباذخ في مضمار المنشورات الثقافية العربية رفيعة المستوى ، خرجت الطبعة الأولى في أربعين ألف نسخة نفدت فور صدورها في سويعات معدودة كمؤشر إيجابي على ما ينتظره القارئ العربي الجاد من الدراسات الفلسفية ، أما و قد تصاعد الطلب عليه ، فلا نملك الا ان نزجي الشكر بالغا منتهاه للهيئة المصرية العامة للكتاب ، و هي هرم مصري رابع ، و منبر رسمي شاهق لإنتاجنا الثقافي ؛ اذ تتفضل بإتاحته مجددا للقارئ العربي ... بعد ان شرفتني على مدار العشرين عاما الماضية بنشر أول أعمالي ، ثم خمسة من أهمها ، في طبعات متتالية .
و قد راودني التفكير في أن اضيف الى هذا الكتاب فصلا جديدا عن مستجدات لاحقة في فلسفة العلم ، و كان بعضها موضوعا لأعمالي التالية التي نشرت في العقد الأول من القرن الحادي و العشرين ، أي في السنوات التالية على صدور الطبعة الأولى من الكتاب .
المؤلف : أ . د . يمنى طريف الخولي
الناشر : مؤسسة هنداوي
عدد الصفحات : 437
الحجم : 3 ميجا
تحميل كتاب فلسفة العلم في القرن العشرين
رابط تحميل فورشيرد
طريقة التحميل التواصل والإعلان على مواقعنا
قراءة اونلاين
أشترك فى قائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب
تابعنا على الفيسبوك
تابعنا على تويتر
زور موقعنا الجديد – معرفة بلس
زور موقعنا الجديد – عالم الروايات
زور موقعنا – مكتبة دوت كوم
زور موقع ثقف نفسك - حيث الثقافة والمعرفة
مقدمة
هذا الكتاب محاولة طموحة لتقديم رؤية بانورامية شاملة لفلسفة العلم ، هي بدورها رؤية شاملة لظاهرة العلم ذاتها في إطارها المعرفي و الحضاري و علاقتها بالأبنية و الظواهر الثقافية الأخرى ، فليس العلم محض مهنة تحترفها فئة من ذوي العقول المتميزة جيدة الإعداد ؛ هي فئة العلماء . العلم أعم و أهم ، إنه أخطر ظواهر الحضارة الإنسانية ، ألقيت أصوله في الحضارات الشرقية القديمة ، و صيغت اسسه النظرية في حضارة الإغريق ، حتى كان الدور العظيم الذي قامت به الحضارة العربية الإسلامية في عصرها الذهبي . و لم نتوان عن ابراز هذا الجانب في الفصل الأول من الكتاب ، فقد كان تاريخ العلوم عند العرب هو المقدمة الشرطية ، التاريخية و الجغرافية و المنطقية ، المفضية لنشأة العلم الحديث . لقد سار العلم عبر التاريخ ، حتى كانت التطورات التي لحقت بالعلم الحديث فخلقت الخلفية الضرورية لنشأة فلسفة العلم ، و اكتمل الاطار اللازم لها منذ ما يسمى بعصر التنوير ، فتجسدت و تبلورت و نمت كفرع من فروع الفلسفة الغربية في القرن التاسع عشر . و في القرن العشرين باتت فلسفة العلم من أهم فروع الفلسفة المعاصرة و أكثرها استقطابها لأبعادها الشتى و تعبيرا عن منحنياتها ، و بالتالي الأجدر بالعناية ... و تجتهد صفحات الكتاب لتكشف عن تفاصيل هذا و مبرراته و حيثياته و مردوداته . صدرت الطبعة الأولى من هذا الكتاب في الشهر الأخير من القرن العشرين ، ديسمبر من عام 2000 م على سبيل توديع القرن برؤية شاملة لواحد من أسطع جوانب النبض العقلي في أعطافه ، رؤية تتبع الأصول و تستقصي الحصاد ، و تحاول استشراف الآفاق . و قد صدرت عن سلسلة (( عالم المعرفة )) المرموقة التي يخرجها المجلس الوطني للثقافة و الفنون و الآداب بدولة الكويت الشقيقة ذات العطاء الباذخ في مضمار المنشورات الثقافية العربية رفيعة المستوى ، خرجت الطبعة الأولى في أربعين ألف نسخة نفدت فور صدورها في سويعات معدودة كمؤشر إيجابي على ما ينتظره القارئ العربي الجاد من الدراسات الفلسفية ، أما و قد تصاعد الطلب عليه ، فلا نملك الا ان نزجي الشكر بالغا منتهاه للهيئة المصرية العامة للكتاب ، و هي هرم مصري رابع ، و منبر رسمي شاهق لإنتاجنا الثقافي ؛ اذ تتفضل بإتاحته مجددا للقارئ العربي ... بعد ان شرفتني على مدار العشرين عاما الماضية بنشر أول أعمالي ، ثم خمسة من أهمها ، في طبعات متتالية .
و قد راودني التفكير في أن اضيف الى هذا الكتاب فصلا جديدا عن مستجدات لاحقة في فلسفة العلم ، و كان بعضها موضوعا لأعمالي التالية التي نشرت في العقد الأول من القرن الحادي و العشرين ، أي في السنوات التالية على صدور الطبعة الأولى من الكتاب .
بيانات الكتاب
الاسم : فلسفة العلم في القرن العشرينالمؤلف : أ . د . يمنى طريف الخولي
الناشر : مؤسسة هنداوي
عدد الصفحات : 437
الحجم : 3 ميجا
تحميل كتاب فلسفة العلم في القرن العشرين
روابط تحميل كتاب فلسفة العلم في القرن العشرين
أشترى كتبك الورقية بخصومات كبيرة وتوصيل لباب بيتك
رابط تحميل مباشر - جوجل درايفرابط تحميل فورشيرد
قراءة اونلاين
أشترك فى قائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب
تابعنا على الفيسبوك
تابعنا على تويتر
زور موقعنا الجديد – معرفة بلس
زور موقعنا الجديد – عالم الروايات
زور موقعنا – مكتبة دوت كوم
زور موقع ثقف نفسك - حيث الثقافة والمعرفة
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire