مقدمة
ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا .
أما بعد :
فان الله عز وجل قد كرم الانسان وسواه بيديه ونفخ فيه من روحه وأسجد له ملائكته الكرام وأناط به مهمة الخلافة في الأرض وفق منهاجه عز وجل : " فإما يأتينكم مني هدى " فتلك المهمة هي المعيار الذي يتحدد بواسطته نجاح الإنسان أو خسرانه " والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصلوا بالحق وتواصلوا بالصبر "
وقد اختلف وضع الانسان في التاريخ من حيث القيام بالأمانة أو خيانتها أي من ناحية تمثيل ذلك المنهاج الحق أو الانحراف عنه أو اقصائه عن الحياة واتخاذ غيره منهاجا وطريقا .
وكما اختلف وضع الانسان من حيث مهمته الأساس فقد اختلف وضعه أيضا من ناحية المعاش أو تحقيق الضمانات اللازمة لحياته فقد كان يوجد في مرحلة رخاء حينا وفي مرحلة شدة حينا آخر .
والسؤال الذي يفرض نفسه ازاء ذلك هو : ما السبب وراء هذا الاختلاف في الفترات التي تمر بحياة الانسان ؟ وهل ثمة تلازم بين الأمرين ؟ أعني القيام بالأمانة وتحقق الضمانات أم أن تلك المسألة بمعزل عن الأخرى ؟ وهل كل ذلك مرتبط بالسنن ؟ أم أن الأمر لا رابط له ولا قانون يحكمه ؟
ان تلك الاشكالات قد تواردت على الفكر الانساني وقد حاول الاجابة عنها كل مفكر شغل بها حسب اجتهاده وقد كانت الناحية الثانية أعني الناحية المعاشية هي الشغل الشاغل للمفكرين والفلاسفة ولا سيما الاجتماعيين منهم المهتمين بمسألة تحقق الضمانات أو العدل الاجتماعي والمعاصرين منهم بوجه خاص .
وقد ثارت تلك المشكلة لدى مفكري العالم الاسلامي ولا سيما في العصر الحاضر فقد كانت مشكلة انحطاط العالم الاسلامي ومحاولته النهوض من عثرته من الموضوعات المهمة بل الأساسية في الفكر الاسلامي المعاصر فقد عنى المفكرون والباحثون بتحليل المشكلة لبيان أصل الداء وايضاح طرق الدواء وجاءت الآراء والمعالجات لتلك المشكلة مختلفة بحسب اختلاف المشارب والوجهات فهناك طائفة المفكرين المنتمين للفكر الحديث كانت معالجتهم للموضوع في الغالب تصدر عن رؤية شرقية أو غربية وتستمد الهامها من الحضارة الغربية وعطائها وقد تنبه بعضهم الى صعوبة تخلي الأمة الاسلامية عن ايمانها فبدأ في التنظير للنهضة باستخدام الايمان لدى الشعوب الاسلامية باعتباره وسيلة لتحقيق التنمية .
وثمة طائفة أخرى من المثقفين انطلقت من نقطة اتفاق وهي : أن السبب في الاخفاق راجع الى المسلمين وليس الى الاسلام فالاسلام صالح لكل زمان ومكان ومن ثم فلا يصح الجدال في قدرته على تحقيق النهوض من جديد كما انه لا سبيل الى النهوض من دونه ومعالجة هؤلاء للمشكلة تختلف على الرغم من اتفاقهم في نقطة الانطلاق بحسب اختلافهم في المنهج .
ومن أعلام هذه الفئة الأستاذ مالك بني نبي – رحمه الله تعالى – الذي عنى بتحليل مشكلة النهضة في العالم الاسلامي وقدم جهودا عظيمة في هذا السبيل .
بيانات الكتاب
الاسم: مالك بن نبي
المؤلف: عبد الله بن حمد العويسي
الناشر: الشبكة العربية للأبحاث والنشر
عدد الصفحات: 578
الحجم: 9 ميغا بايت
شراء النسخة الورقية: من هــنــا
تحميل الكتاب مالك بن نبي
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire