عصر الإمبراطورية لـ ايمي شوا - kitabot

jeudi 26 février 2015

عصر الإمبراطورية لـ ايمي شوا

يحدث هذا أحيانا، ويكون متعة مزدوجة: المقدمة أجمل من الكتاب. في المدخل إلى «عصر الإمبراطورية» (العبيكان) تقدم المؤلفة الأميركية الصينية، إيمي شوا، نفسها إلى القارئ بدل تقديم مواضيع الكتاب. وما عليك سوى أن تحصي الأمثولات، أنت وأولادك أيضا.

مقدمة


يمثل والدي الأمريكي النموذجي ينحدر هو ووالدتي من أصول صينية لكنهما ترعرعا في الفيليبين , كانا ما يزالان طفلين عندما اندلعت الحرب العالمية الثانية وعاشا في ظل الاحتلال الياباني الى أن قام الجنرال دوغلاس ماكارثر بتحرير الفيليبين سنة 1945 م , يتذكر والدي كيف كان يركض خلف سيارات الجيب الأمريكية وهو يلوح لها بكثير من الحماس بينما كان أفراد القوات المسلحة الأمريكيين يرمون له بعلب من اللحم النيئ من دون مقابل .
كان والدي الابن الضال في العائلة كان بارعا في الرياضيات وعاشقا لعلم الفلك والفلسفة وكان يكره ذلك العالم الصغير الذي يعج بالمؤامرات والطعن في الظهر والذي يلف المهنة التي امتهنتها عصر الإمبراطورية لـ ايمي شوا العائلة في مجال تصنيع علب الألمنيوم وقد رفض كل المشروعات التي رتبتها له العائلة كانت تستحوذ على تفكيره لهفة مفرطة للسفر الى أمريكا حتى في مراحل صباه الأولى ولذلك فقد اعتبر أن حلمه قد تحول الى واقع عندما قبل معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا " MIT " طلبه للدراسة فيه .
وصل والداي الى بوسطن سنة 1961م ولم يكونا يعرفان أي شخص في تلك البلاد , ونظرا لأن المنحتين المقدمتين لهما كانتا تمثلان موردهما الوحيد فانه لم يكن باستطاعتهما توفير حتى نفقات التدفئة وكانا في أول فصلي شتاء أمضياهما في بوسطن يلفان جسديهما بالبطانيات للحصول على شيء من الدفء .
وباعتبار أننا ترعرعنا في الغرب الأوسط كنت أنا وأخواتي الثلاث الأصغر مني سنا نشعر دائما باننا نختلف عن الجميع في ذلك المكان كنا نشعر بالكثير من الاحراج ونحن نحضر معنا طعاما صينيا في ترامس الى المدرسة كم كنت أتمنى لو كان باستطاعتي تناول شطيرة من السجق مثل الآخرين ! كان مطلوبا منا التحدث باللغة الصينية في المنزل كانت العقوبة تتمثل في تلقي ضربة واحدة ولكنها مؤلمة بواسطة واحد من عيدان الطعام مقابل كل كلمة تنطقها باللغة الانجليزية من دون قصد كنا نتدرب على دروس الرياضيات والبيانو عصر كل يوم ولم يكن من المسموح لنا البتة النوم في بيت أي من أصدقائنا وعندما كان والدي يعود الى المنزل من عمله كل مساء كنت أخلع له نعليه وأحضر له خفيه كان لا يجوز أن تشوب البطاقات التي تتضمن تقارير حول أدائنا الدراسي أية شائبة وفي الوقت الذي كان زملاؤنا يكافؤون من قبل أهاليهم لو حصلوا على تقدير جيد فقد كان من غير المسموح لنا حتى التفكير بأقل من تقدير ممتاز .
عندما كنت في الصف الثاني الاعدادي حصلت على المرتبة الثانية في مسابقة في مادة التاريخ اصطحبت عائلتي الى الحفل الذي توزع فيه الجوائز على الفائزين كان طالب آخر قد حاز على جائزة " كيوانيس " لأفضل طالب في التحصيل العام بعد انتهاء الحفل قال لي والدي : " لا تلحقي بي مثل هذا العار ثانية أبدا أبدا " .
عندما يطلع أصدقائي على هذه القصص فانهم غالبا ما يتصورون أن طفولتي كانت تجربة مريعة لكن هذا غير صحيح على الاطلاق فقد منحتني عائلتي احساسا بالقوة والثقة فقد بدأنا حياتنا في أمريكا كغرباء معا واكتشفنا أمريكا معا وفي غضون ذلك أصبحنا أمريكيين أذكر أن والدي كان يعمل حتى الساعة الثالثة فجرا كل ليلة .
بيانات الكتاب
الاسم: عصر الإمبراطورية
المؤلف: ايمي شوا
الناشر: منشورات العبيكان
عدد الصفحات: 525
الحجم: 12 ميغا بايت
شراء النسخة الورقية: من هــنــا
تحميل كتاب عصر الإمبراطورية

 





Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire