ألويز موزيل (( الشيخ موسى الرويلي)) رحالة تشيكي من أعلام الرحالين المستشرقين، اختص بتراث البداوة و لغتها و لهجاتها و موروثها الأدبي و الشعري، و أمضى في المشرق العربي عشرات السنين يجول و يكتب عن عشائر البدو، و عن طبوغرافيا و آثار الأردن و فلسطين و سوريا و شمال جزيرة العرب- ترك مجموعة ثمينة من الدراسات أهمها ستة كتب، نقدم اليوم ملخصا عنها في هذا الكتاب الشائق الذي جمعته الكاتبة الأمريكية كاثرين مكفيرت رايت - و اقتبست فيه بلغة سلسة ممتعة أخبار رحلات موزيل مع عشائر الشمال، كالرولة و الولد علي و شمر، خلال فترة الممتدة ما بين 1908- 1914- يقدم لنا هذا الكتاب مغامرات ممتعة، و عرضاً شائقاً لتقاليد البدو الاجتماعية و الثقافية، و أنماط حياتهم و مثلهم الأخلاقية، وضعه عالم كبير محب للعرب و تفاعل فيه كواحد منهم، وعلق على ما رآه بروح إيجابية و حس واعٍ مرهف.
سبتمبر 1908-يونيو 1909
الرحلة الى الصحراء
الارتحال الى بركان " تل " دكوة
قال نوري الشعلان شيخ أو أمير عشيرة الرولة في زيارتي الأولى لبيت الشعر الخاص به عام 1908 : " لن يقف في وجهك شيء يا موسى ويمنعك من التجوال في البادية الواسعة وأنت في حمايتي " أشاعت كلماته في نفسي من الثقة ما جعلني في نهاية سبتمبر من عام 1908 أنتقل ورفاقي وحمولتنا الى مضارب عشيرته التي كانت منصوبة في ناحية الضمير على بعد قرابة الثلاثين ميلا شمال شرق دمشق .
حين اعتزمت القيام بمسح طبوغرافي مفصل قدر المستطاع لجزيرة العرب والتعمق في اسهامات الساميين في حضارتنا وبلوغ فهم أفضل للسكان والبلاد على العموم بدا لي أنه ليس ثمة سبيل أفضل من مشاركة البدو الرحل عيشهم وأزياءهم ومأكلهم ومشربهم والتجوال معهم في ترحالهم فيتوفر لي على هذا النحو ما يتيسر من المعلومات عن عاداتهم وتقاليدهم وتراثهم .
ساعدني في هذا الأمر كثيرا معرفتي بلهجاتهم والحماية التي شملني بها شيوخ العشائر القوية الذين كسبت صداقاتهم بعد مرارة العناء ويعود الفضل على وجه الخصوص في ما توافر لهذه الحملات من نجاح الى صداقة " الأمير " النوري اذ فتح نفوذه أمامي الطريق لأسلك دروبا كثيرة ما كانت لتفتح لولاه وكانت حمايته نعمة حقيقية اذ كان البدو معروفين بالشقاوة .
صحبني أوروبي اسمه رودولف توماسبرغر في الرحلة سميناه اختصارا " تومان " ليساعدني في رسم الخرائط والعناية بأدواتي العلمية أما المهمة الأكثر أهمية والتي أنيطت برفاقي من أهل البلاد فقد وقعت على ناصر وهي حراسة الجمال والمؤن وكان معنا اثنان آخران هما محمد وبليهان يرافقانني في جولاتي العلمية حين أبتعد عن مضارب النوري وكان محمد يعمل لدينا طاهيا وبليهان حارسا يرد عنا رفاقه من رجال الشعيرة وكان هناك بعد حران الذي يساعدنا في تحميل المؤن ورعي جمالنا السبعة عشر .
وكان لدي خيمتان : الكبرى ذات شكل مستطيل شبيهة بالخيام التي يستخدمها العقيلي " تاجر الجمال " وفيها كنا نخزن مؤننا ويعيش رفاقي وفي الخيمة الأخرى المستديرة كنت أنام وأعمل وكنت أنصبهما حيثما انتقلت العشيرة الى جوار خيام الأمير النوري فيشير موقعهما الى أني جاره وفي حمايته مسافر تحت أنظاره وجاهه .
في منتصف شهر نوفمبر أخبرني بأن علينا أن ننتقل الى جنوب غرب تدمر قائلا : " سوف نحول مضاربنا الى جنوب غرب تدمر وننتظر هناك حتى تأتي ملائكة الله لنا بالغيوم الممطرة وتسقي العطاش "
أثار فضولي أنني كنت أرى النوري يثقل نفسه بالسلاح حيث يتمنطق بخنجر ومسدس غاسر ببكرته ذات الثمان طلقات والجنادات حول كتفه فيها ذخيرة من ثمان وأربعين خرطوشة وقرابة مئة وعشرين طلقة مانليخر وبندقية لا تفارق يده أبدا فسألته : " لم كل هذا السلاح وأنت في مضاربك ؟ "
فأجابني : " هذه يا أخي موسى عادتنا فنحن في حرب مع عدد كبير من العشائر وأنا شيخ الرولة وعقيد حرب الولد علي والشرارات وعلي أن أكون متأهبا دائما لرد العدوان ينبغي أ أكون شديد الحذر واليقظة اذ لا أدري متى يفاجئني من يسعى الى الانتقام مني لقد سألتني يوم زرتني أول مرة في خيمتي عن سبب الثلاثين فجوة التي رأيتها في أطرافها .
بيانات الكتاب
الاسم: في الصحراء العربية رحلات ومغامرات في شمال جزيرة العرب 1914 - 1908
المؤلف: ألويز موزيل
الناشر: دار الكتب الوطنية
عدد الصفحات: 370
الحجم: 24 ميغا بايت
شراء النسخة الورقية: من هــنــا
تحميل كتاب في الصحراء العربية
رابط تحميل فورشيرد
طريقة التحميل التواصل والإعلان على مواقعنا
قراءة اونلاين
أشترك فى قائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب
تابعنا على الفيسبوك
تابعنا على تويتر
زور موقعنا الجديد – معرفة بلس
زور موقعنا الجديد – عالم الرويات
زور موقعنا – مكتبة دوت كوم
زور موقع ثقف نفسك - حيث الثقافة والمعرفة
مقدمة
سبتمبر 1908-يونيو 1909
الرحلة الى الصحراء
الارتحال الى بركان " تل " دكوة
قال نوري الشعلان شيخ أو أمير عشيرة الرولة في زيارتي الأولى لبيت الشعر الخاص به عام 1908 : " لن يقف في وجهك شيء يا موسى ويمنعك من التجوال في البادية الواسعة وأنت في حمايتي " أشاعت كلماته في نفسي من الثقة ما جعلني في نهاية سبتمبر من عام 1908 أنتقل ورفاقي وحمولتنا الى مضارب عشيرته التي كانت منصوبة في ناحية الضمير على بعد قرابة الثلاثين ميلا شمال شرق دمشق .
حين اعتزمت القيام بمسح طبوغرافي مفصل قدر المستطاع لجزيرة العرب والتعمق في اسهامات الساميين في حضارتنا وبلوغ فهم أفضل للسكان والبلاد على العموم بدا لي أنه ليس ثمة سبيل أفضل من مشاركة البدو الرحل عيشهم وأزياءهم ومأكلهم ومشربهم والتجوال معهم في ترحالهم فيتوفر لي على هذا النحو ما يتيسر من المعلومات عن عاداتهم وتقاليدهم وتراثهم .ساعدني في هذا الأمر كثيرا معرفتي بلهجاتهم والحماية التي شملني بها شيوخ العشائر القوية الذين كسبت صداقاتهم بعد مرارة العناء ويعود الفضل على وجه الخصوص في ما توافر لهذه الحملات من نجاح الى صداقة " الأمير " النوري اذ فتح نفوذه أمامي الطريق لأسلك دروبا كثيرة ما كانت لتفتح لولاه وكانت حمايته نعمة حقيقية اذ كان البدو معروفين بالشقاوة .
صحبني أوروبي اسمه رودولف توماسبرغر في الرحلة سميناه اختصارا " تومان " ليساعدني في رسم الخرائط والعناية بأدواتي العلمية أما المهمة الأكثر أهمية والتي أنيطت برفاقي من أهل البلاد فقد وقعت على ناصر وهي حراسة الجمال والمؤن وكان معنا اثنان آخران هما محمد وبليهان يرافقانني في جولاتي العلمية حين أبتعد عن مضارب النوري وكان محمد يعمل لدينا طاهيا وبليهان حارسا يرد عنا رفاقه من رجال الشعيرة وكان هناك بعد حران الذي يساعدنا في تحميل المؤن ورعي جمالنا السبعة عشر .
وكان لدي خيمتان : الكبرى ذات شكل مستطيل شبيهة بالخيام التي يستخدمها العقيلي " تاجر الجمال " وفيها كنا نخزن مؤننا ويعيش رفاقي وفي الخيمة الأخرى المستديرة كنت أنام وأعمل وكنت أنصبهما حيثما انتقلت العشيرة الى جوار خيام الأمير النوري فيشير موقعهما الى أني جاره وفي حمايته مسافر تحت أنظاره وجاهه .
في منتصف شهر نوفمبر أخبرني بأن علينا أن ننتقل الى جنوب غرب تدمر قائلا : " سوف نحول مضاربنا الى جنوب غرب تدمر وننتظر هناك حتى تأتي ملائكة الله لنا بالغيوم الممطرة وتسقي العطاش "
أثار فضولي أنني كنت أرى النوري يثقل نفسه بالسلاح حيث يتمنطق بخنجر ومسدس غاسر ببكرته ذات الثمان طلقات والجنادات حول كتفه فيها ذخيرة من ثمان وأربعين خرطوشة وقرابة مئة وعشرين طلقة مانليخر وبندقية لا تفارق يده أبدا فسألته : " لم كل هذا السلاح وأنت في مضاربك ؟ "
فأجابني : " هذه يا أخي موسى عادتنا فنحن في حرب مع عدد كبير من العشائر وأنا شيخ الرولة وعقيد حرب الولد علي والشرارات وعلي أن أكون متأهبا دائما لرد العدوان ينبغي أ أكون شديد الحذر واليقظة اذ لا أدري متى يفاجئني من يسعى الى الانتقام مني لقد سألتني يوم زرتني أول مرة في خيمتي عن سبب الثلاثين فجوة التي رأيتها في أطرافها .
بيانات الكتاب
الاسم: في الصحراء العربية رحلات ومغامرات في شمال جزيرة العرب 1914 - 1908
المؤلف: ألويز موزيل
الناشر: دار الكتب الوطنية
عدد الصفحات: 370
الحجم: 24 ميغا بايت
شراء النسخة الورقية: من هــنــا
تحميل كتاب في الصحراء العربية
روابط تحميل الكتاب في الصحراء العربية رحلات ومغامرات في شمال جزيرة العرب 1914 - 1908
أشترى كتبك الورقية بخصومات كبيرة وتوصيل لباب بيتك
رابط تحميل مباشر - جوجل درايفرابط تحميل فورشيرد
قراءة اونلاين
أشترك فى قائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب
تابعنا على الفيسبوك
تابعنا على تويتر
زور موقعنا الجديد – معرفة بلس
زور موقعنا الجديد – عالم الرويات
زور موقعنا – مكتبة دوت كوم
زور موقع ثقف نفسك - حيث الثقافة والمعرفة
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire