وهج الظهيرة لـ عباس محمود العقاد - kitabot

mercredi 4 février 2015

وهج الظهيرة لـ عباس محمود العقاد

بين أيدينا ثاني دواوين العقَّاد الشِّعريَّة التي جادت بها قريحته إبَّان صِباه. واتضحت فيها أول ما اتضحت سمات أسلوبه التجديديِّ في الشعر العربيِّ، وميله للخروج عن القوالب التقليديَّة الجامدة. تتعدَّد الموضوعات التي يطرقها الشاعر، فنطالع عناوين منها: الوقار المستعار، كأس على ذكرى، القريب البعيد، نابش القلوب، الدنيا الميتة، الفجر الأول، الخداع القاتل، الهجر الصادق، تمثال رمسيس. ويجمع بين قصائد الديوان اصطباغها بصبغة فلسفيَّة تأمُّليَّة، يُسهب العقَّاد بعض الشيء في تقريبها إلى القارئ في المقاطع النثريَّة التي يُقدِّم فيها لكلِّ مجموعة من القصائد، ونرى كيف تتجلَّى من خلال منظوماته رؤيته الفريدة للحياة، الجمال، الطبيعة، الإيمان، الحب والعاطفة، والوطنيَّة الصادقة.

مقدمة

  الكون لا حد له في زمان و لا مكان و لا قوة ، و الانسان محدود في زمانه و مكانه و قوته ؛ أيامه معدودة و حواسه مقيدة ، و مداركه على قدر أيامه و حواسه ، و العلاقة بين هذين الكونين : الكبير الذي لا نهاية له و الصغير المحدود في كل جهة من جهاته هي الدين . فما دام الانسان يشعر بقوة أكبر من قوته المخذولة و لا يشعر بها على تمامها ، و ما دام يدرك أبدية الزمان و المكان التي يغرق فيها وجوده الضيق ولا يدركها على جليتها ، و ما دام هو أكبر من أن يجهل علاقة ما بينه و بين هذا الكون ، و اصغر من أن يعلم كل علاقة ، فهو مؤمن متدين علم ذلك أو لم يعلم : وهج الظهيرة الدين باق ما جهلنا سره و لنبقين بسره جهالا
ظهر الدين في كل أمة و في كل قبيلة كما ظهر الطعام ؛ لأن النفس تطلب الايمان كما يطلب الجسد الغذاء ، فاتخذ الناس في الهمجية و في المدنية أربابا و معبودات جسموا فيها شعورهم المبهم باللانهاية ، و تمثلوا فيها القوة التي لم يستطيعوا ان يجهلوها و لا يستطيعون ان يعلموها ، و بنوا الهياكل على الارض فكان كل هيكل وضعوه لأربابهم تمثالا صغيرا للكون الكبير ، تدخله فتبادرك روعته كما تبادرك العظيم و انت واقف أمام تمثاله . و قد حذق أجدادنا و سابقونا في وادي النيل صناعة هذه التماثيل : تماثيل الكون ، فرفعوها ضخمة مكينة ترى في ضخامتها معنى الخلود ، و غشوا باطنها بالظلام الدامس فعكسوا على جدرانها ظلام الغيب المجهول ، و أحاطوها بالرموز و الاسرار ، فقال قوم : ذلك علم لا نعلمه ، و قال آخرون : بل مفاتيح لما تحتها من الكنوز !


و لا عجب ! أليس في الناس اليوم من يحسب ان رموز الكون الكبير و اسراره إن هي الا آلات لاختراع البواخر و الطواحين و قنص الدراهم و الدنانير ؟ أليس منا من يزعم انه ذلل نواميس الطبيعة و قبص على مقاليد الخليقة لأنه يدير للريح شراعه و يجر النور إلى اسلاكه ؟! فما الفرق إذن بين هؤلاء الفلاسفة الأعلام و بين الزراع المصري الجاهل المسكين ؟ الفرق بينهما انه هذا الزراق يصغر من قدر هيكل لا يجله لأنه لم يؤمن به ، و لكن يؤمن بهيكل آخر يجله و يخشع له ، و أما هؤلاء الفلاسفة فيصغرون من قدر الكون و ليس لهم كون آخر يجلونه و يخشعون بين يديه !
يقول العلم الحديث : (( قد عرفت اسرار الحياة و كشف حجب الغيب التي خنع لها الهمج الاغبياء . )) فليسمع أولئك الاغبياء في قبورهم و ليحذروا ان يضحكوا ! العلم الحديث قد علم في مائة سنة أسرار الابد و الازل ! اسمعوا ايها الاغبياء في قبوركم و إياكم ان تضحكوا ، بروتس يقول ذلك ، و بروتس كما تعرفون رجل صادق مجيد .

بيانات الكتاب



الاسم : وهج الظهيرة
المؤلف : عباس محمود العقاد
الناشر : مؤسسة هنداوي
عدد الصفحات : 73
الحجم : 4.75 ميجا
تحميل كتاب وهج الظهيرة

 



روابط تحميل كتاب وهج الظهيرة






أشترى كتبك الورقية بخصومات كبيرة وتوصيل لباب بيتك

رابط تحميل مباشر  - جوجل درايف

رابط تحميل فورشيرد  

طريقة التحميل

التواصل والإعلان على مواقعنا

قراءة اونلاين
أشترك فى قائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب

تابعنا على الفيسبوك

تابعنا على تويتر

زور موقعنا الجديد – معرفة بلس

 زور موقعنا الجديد – عالم الروايات

زور موقعنا – مكتبة دوت كوم

زور موقع ثقف نفسك -  حيث الثقافة والمعرفة

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire