العقل و الوجود لـ يوسف كرم - kitabot

mercredi 4 février 2015

العقل و الوجود لـ يوسف كرم

يُبرِز لنا الكاتبُ في هذا الكتاب أهميةَ الدور المحوري الذي يلعبه العقل في إدراكِ الموجوداتِ التي يُعنَى بها مبحث الأنطولوجيا «مبحث الوجود» باعتباره أحد المباحث الفلسفية الأساسية، ويتفق الكاتب مع وجهة النظر الفلسفية القائلة: إن المعرفة العقلية أرقى من المعرفة الحسيةِ، وذلك باعتبار أن العقل جارحةٌ إنسانية تمتلكُ قوةً تُمكِّنها من إدراكِ أنماط شتى من المعارف اللامادية، ويربط الكاتب بين الموجودات والدور الذي يلعبه العقل في إدراكِ هذه الموجودات؛ وذلك باعتبار أنَّ العقل هو الرئيس المدبر لشئون الحكم في الموجودات من نباتاتٍ وحيوانات وغيرها؛ أي: إنه هو القاضي الذي يمتلكُ القول الفصل في الحكم على الموجودات وما تتفرع إليه من مبادئ وأقسام.

مقدمة


أرخنا للفلسفة اليونانية ، ثم الفلسفة الأوروبية في العصر الوسيط ، و اخيرا للفلسفة الحديثة ، و كنا كلما صادفنا مذهبا كليا أو رأيا جزئيا عقبنا عليه بالتأييد أو التفنيد ؛ اذ اننا نعتقد ان مؤرخ الفلسفة فيلسوف ايضا ، و انه لا يليق به ان يشع نفسه موضع الببغاء ، فيقتصر مهمته على حكاية أقوال الفلاسفة دون عناية يتدبرها و الحكم فيها . بيد ان تعقيبنا كان يجيء مقتضبا لأننا كنا بسبيل التاريخ أولا . ففي هذا الكتاب نعالج المسائل لذاتها محاولين الكشف عن وجه الحق فيها . و عنوانه يؤذن بأننا نقدم دراسة العقل ، كما بقدم العمال امتحان الآلة قبل الشروع في استخدامها . و لسنا نرغم ان العقل عند المعتزلة لــ حسني زينة هذا الترتيب واجب ؛ فإن الناس جميعا يصدقون عقلهم و حواسهم بادئ ذي بدء ، و للفيلسوف المؤمن بصدق العقل و الحواس ان يجاريهم فيقتحم المنطق و يثني بالفلسفة الطبيعية مرجئا نقد المعرفة إلى مكانه المنطقي الذي هو علم ما بعد الطبيعة أعم العلوم و المختص من ثمة بالفحص عن أعم المسائل .


لكن كل مطلع على الفلسفة يعلم ان مسألة المعرفة هي المحور الذي تدور حوله مسائل الوجود ، بمعنى ان حلول هذه المسائل تتعين تبعا للحل المرتضى لمسألة المعرفة ، ففي تقديم هذه المسألة إظهار للأسباب الاولى التي حدث بكل فيلسوف على سائر آرائه . لما كانت المعرفة الانسانية تتألف من مدركات تمثل الاجسام ، أي مظاهرها المحسومة مكتسبة بالحواس الظاهرة و مختزلة في المخيلة ، ومن مدركات مجردة عن كل عرض محسوس و مكتسبة بما يسمي بالعقل ، و كان الفلاسفة متفقين إجمالا على ان المعرفة العقلية ( على تضاربهم في طبيعتها و قيمتها ) أعلى من المعرفة الحسية و حاكمة عليها ؛ انتهت مسألة المعرفة إلى ان تكون مسألة العقل .
فإذا أردنا ان نعرف العقل ريثما نقبل على دراسته بالتفصيل ، قلنا اننه قوة في الانسان تدرك طوائف من المعارف اللامادية . يدرك العقل أولا ماهيات الماديات ، أي كنهها لا ظاهرها ، و يدرك ثانيا معاني عامة : كالوجود ، و الجوهر و الباطل . و يدرك ثالثا علاقات أو نسبا كثيرة : كالعلاقة بين أجزاء الشيء الواحد ، و علاقات الاشياء فيما بينها ، و علاقات المعاني التي ذكرناها الآن ، و العدد و الترتيب . فهذه المدركات غير مادية ، فلا ينفذ الحس اليها بحال . و ليست العلاقة ان النسبة موجودا واقعيا ، و انما الموجود طرفاها ، فإدراكها ادراك معني غير مادي . و يردك خامسا موجودات غير مادية ، كالنفس و الله و خصائصها الذاتية ، و ذلك بالاستدلال بالمحسوس على العقول أو بالمعلول على البادي للحواس على العلة الخفية عليها . و سادسا بالاستدلال ايضا يؤلف الفنون و العلوم ، مما لا مثيل له عند الحيوان الاعجم مع حصوله على المعرفة الحسية .

بيانات الكتاب



الاسم : العقل و الوجود
المؤلف : يوسف كرم
الناشر : مؤسسة هنداوي
عدد الصفحات : 163
الحجم : 8.75 ميجا
تحميل كتاب العقل و الوجود

 



روابط تحميل كتاب العقل و الوجود






أشترى كتبك الورقية بخصومات كبيرة وتوصيل لباب بيتك

رابط تحميل مباشر  - جوجل درايف

رابط تحميل فورشيرد  

طريقة التحميل

التواصل والإعلان على مواقعنا

قراءة اونلاين
أشترك فى قائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب

تابعنا على الفيسبوك

تابعنا على تويتر

زور موقعنا الجديد – معرفة بلس

 زور موقعنا الجديد – عالم الروايات

زور موقعنا – مكتبة دوت كوم

زور موقع ثقف نفسك -  حيث الثقافة والمعرفة

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire