حضارة الأنبياء تاريخهم وعصمتهم لـ محمد بشير القهوجي

 

مقدمة

  الانسان اجتماعي بطبعه لا يمكن أن يعيش وحده بمنأى عن الآخرين وهذه المعيشة تتطلب مصالح متبادلة لينعم الجميع بالسعادة والاستقرار فلا يمكن للمرء أن يزرع ويحصد ثم يطحن الحب ويخبزه وفي نفس الوقت يصنع بابا أو أريكة ويسنج ثوبا ويصنع حذاء فلا بد من تبادل الخبرات والمصالح . وفي المقابل يحتاج الجميع الى نظام كامل يضبط هذه الحياة ومعاملات الأفراد وهذا النظام اما أن يكون من صنع بشر أو تنزيلا من رب العالمين , والانسان بطبعه وطبيعته قاصر عن وضع قوانين أو أنظمة شاملة لأن القوانين الوضعية التي هم من وضع البشر لا تهتم الا بما يراه المشعرون والواضعون للنظام من مصلحة دون مراعاة للجوانب الخلفية ويقظة الضمير والأخلاق .
فمثلا وجوب التعليم يجبر المشروع الوضعي الناس على التعليم الا أنه لا يشرع أخلاقية للتعليم ولا يراعي وجه الله والتقرب الى الله , والقوانين الوضعية قد تبيح ما حرم الله كالاتجار بالخمور وفتح دور اللهو والتعامل بالربا وتحمي كل ذلك بينما تشريع الله سبحانه يحمي الأفراد ويحفظهم ويربطهم بالله تعالى ويربط عملهم وشعورهم بالله تعالى فهم يعملون من أجل مرضاة الله ولا يريدون في أعمالهم علوا ولا فسادا في الأرض وبذا ينشؤن حضارة .
وعلى هذا قال البعض بأن الحضارة مشتقة من كلمة حضري وأثناء سكن المتحضرين المدن تنشأ روابط فكرية واجتماعية وخلقية ومهنية .
وتختلف مفاهيمها من انسان لآخر حسب مفهومه لطبيعة هذه الحياة والأنظمة التي يتعامل معها فيرى البعض أن كل ما يجري في الكون هو أسباب ومسببات تخضع لقوانين وعلل ومن وجهة نظر المسلم ان كل ما يجري في الكون خاضع لله تعالى بأسباب وقدرة الهية قد يعطلها أو يخرقها متى يشاء وبالكيفية التي يريدها الله سبحانه .
فكلمة اقرأ التي خاطب بها الوحي رسول الله صلى الله عليه وسلم تعني في الأصل القراءة من شيء محفوظ غيبا أو منظور كتابة , وفي المفهوم الاسلامي باسم الله تقرأ هذه العلوم التي تفيض عليك من الله وبقدرة الله لا بالأسباب .


فبالقدرة أخضع الله السماء والأرض وما فيهما للانسان لا كما يفهم غير المؤمن من أنها قوانين وأسباب فنزول المطر بقدرة الله لا بقوانين قد تتعطل والشمس والقمر والنجوم والسحاب والرياح كل ذلك بقدرة الله وأمره فنتعامل معها على أنها مسخرات بأمره سبحانه لخدمة هذه المخلوقات جميعها فالشمس تشرق على المؤمنين وغير المؤمنين لأن الجميع مخلوق لله تعالى .
فالمؤمن الحق الذي وعى كلام الله سبحانه وأوامره ويتعامل مع المخلوقات كلها على أساس المنافع المتبادلة وأن البعض مسخر للآخر وينظر الى العالم المتطور نظرة حب واشفاق هو الانسان الحضاري .
وليست الحضارة هي الرقي المادي والصناعي والتفوق العسكري وبناء ناطحات السحاب والتحليق في الفضاء والغوص في أعماق المحيطات والبحار وان كان هذا لا يتنافى مع الحضارة في بعض أوجهها .
فالعالم الغربي بحق يمثل أرقى ما وصل اليه الانسان من حياة مادية ويمثل الآن أوج قوته المادية ولكن هل هذه الأمة فعلا أمة متحضرة ؟ سعد أهلها ويعيشون عيش السعداء وعليهم أن يصدروا للعالم هذه الحضارة لتسعد البشرية وتتخلص من البؤس والشقاء والدمار ؟
فهذه هي آثارهم تدل عليهم أينما رحلوا وأينما حطوا .

بيانات الكتاب

الاسم: حضارة الأنبياء تاريخهم وعصمتهم
المؤلف:  محمد رضا , محمد بشير القهوجي
الناشر: الدار الوراق و دار النيربين
عدد الصفحات: 305
الحجم: 18 ميغا بايت
تحميل كتاب حضارة الأنبياء تاريخهم وعصمتهم

 

---

روابط تحميل كتاب حضارة الأنبياء تاريخهم وعصمتهم

---

أشترى كتبك الورقية بخصومات كبيرة وتوصيل لباب بيتك

رابط تحميل مباشر  - جوجل درايف

رابط تحميل فورشيرد  

طريقة التحميل
التواصل والإعلان على مواقعنا

قراءة اونلاين
أشترك فى قائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب

تابعنا على الفيسبوك

تابعنا على تويتر

زور موقعنا الجديد – معرفة بلس

 زور موقعنا الجديد – عالم الروايات

زور موقعنا – مكتبة دوت كوم

زور موقع ثقف نفسك -  حيث الثقافة والمعرفة