تأملات في دنيا الله لـ مصطفى محمود - kitabot

mardi 3 février 2015

تأملات في دنيا الله لـ مصطفى محمود


مجموعة من التأملات المثيرة للذهن في كثير من قضايا الخلق والكون والإنسان والإجتماع، يعبر عنها الدكتور بشكل مبسط وعميق في الوقت ذاته،
مقدمة
سر الحياة
نظرية دارون أصبحت الآن من المعلومات الأولية التي يتعلمها التلاميذ في المدارس الاعدادية والثانوية ومن النكت الدارجة في المجلات ومن الموضوعات الشائعة التي تصاغ حولها القفشات الصحفية , الى هذا الحد أصبحت مادة يومية مسلية ومع هذا فانها لم تكن في نظري أبدا شيئا مسليا ومنذ قرأت لداروين وأنا أسأل نفسي كل يوم هل فسر لنا هذا الرجل سر الحياة حقا وتعالوا معي نتناقش .
داروين يقول ببساطة : ان الكائنات الحية في محاولتها لأن تتكيف وتتلاءم مع البيئة طورت أعضاءها لتواجه الاحتياجات المتعددة التي تتطلبها تلك البيئة .
تأملات فى دنيا الله الحيوانات التي نزلت الماء نشأت لها زعانف وذيول وخياشيم والحيوانات التي اقتحمت الهواء نشأت لها أجنحة وريش وأجسام انسيبابية خفيفة والحيوانات التي اختارت الأرض لتدب عليها نشأت لها أذرع وأرجل وأصابع .
وهكذا تعددت الأنواع ونشأت تصانيف مختلفة من الحيوانات كل منها مجهز ليواجه بيئته وتطورت الحياة التي بدأت بخلية واحدة تقوم بكل الوظائف الى حيوانات عديدة الخلايا راقية متخصصة ونشأ الحيوان الذي يستطيع أن يواجه بيئته الصعبة المعقدة ويعيش فيها ويصارعها وفي أثناء هذا الصراع الطويل كانت الأنواع التي تعجز عن التكيف تموت وكانت الأنواع التي تثبت صلاحيتها وملاءمتها تعيش وبهذا قامت الطبيعة بنفسها بعملية اختيار الأصلح والأنسب واستبعاد الأضعف والأقل ملاءمة بدون نظر الى أي اعتبار آخر .
ونشأ الانسان في قمة هذه السلسلة الحيوانية وتفوق عليها جميعها وحكمها بفضل قدرته الهائلة على التكيف وهي القدرة التي زوده بها جهازه العصبي الراقي وعقله الذي دله على اختراع سبق به كل الحيوانات هو اختراع الأدوات فالانسان هو الحيوان الوحيد الذي لا ينتظر أن تتطور ذراعه لتصبح في قوة الأسد ليصارعه وانما هو يخترع الخنجر والبندقية ويضربه وبالمثل لا ينتظر أن ينمو له جناح ليطير وانما يخترع الطائرة ويخترع السفينة ويخترع الغواصة .


هذا هو كلام داروين وواضح أن الارتقاء والتقدم ل في نظر داروين معنى واحد فقط هو نشوء أنواع أكثر ملاءمة من أنواع أقل ملاءمة ونشوء أنواع قادرة على التحكم في بيئتها من أنواع قليلة الحيلة , انها مسألة ارتقاء في القوى المادية لا أكثر ولا أقل والتطور لا يحكم اتجاهه الا هذا الحافز الطبيعي وحده .
الحياة تتجه الى مزيد من القدرة مزيد من الكفاءة مزيد من السيطرة على بيئتها , هل هذه هي كل القصة أبدا هناك جانب مهمل تماما في الحكاية فالحياة تتجه أيضا الى الأجمل فالأجمل وهذه ملاحظة لا وجود لها في نظرية داروين وليس في كلامه ما يفسرها .
لماذا يخرج من عائلة الحمار شيء كالحصان أو من فصيلة الوعل شيء رقيق كالغزال , الحصان ليس أكثر احتمالا من الحمار بل هو على العكس أقل جلدا واحتمالا والغزال بالمثل أضعف وأرهف وأقل جلدا واحتمالا وبالمثل الفراش الملون الرقيق أبطأ وأضعف وأقل قدرة من الزنبور الطنان الغليظ الشكل والحمام واليمام والطواويس والعصافير الملونة أكثر رهافة من الصقور والحدادي والنسور .
ونشوء هذه الأنواع لا يمكن أن يفسره قانون بقاء الأصلح وانما قانون آخر هو بقاء الأجمل , أجمل في عين من ؟ انها كانت موجودة قبل الانسان أجمل في عين بعضها البعض ؟ وهل يتذوق الحيوان الجمال ويشعر به ؟ أم أجمل في عين الخالق الذي أبدعها وتفنن فيها ؟ أم هو اتجاه الى الجمال اتجاه مجرد من أي هدف جمال مجرد غير مقصود أن يراه أحد أو يستمتع به أحد .
بيانات الكتاب


الاسم: تأملات في دنيا الله
المؤلف: مصطفى محمود
الناشر: دار الشروق
عدد الصفحات: 127
الحجم: 7 ميغا بايت
تحميل كتاب تأملات في دنيا الله


روابط تحميل كتاب تأملات في دنيا الله






أشترى كتبك الورقية بخصومات كبيرة وتوصيل لباب بيتك

رابط تحميل مباشر  - جوجل درايف

رابط تحميل فورشيرد  

طريقة التحميل

التواصل والإعلان على مواقعنا

قراءة اونلاين
أشترك فى قائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب

تابعنا على الفيسبوك

تابعنا على تويتر

زور موقعنا الجديد – معرفة بلس

 زور موقعنا الجديد – عالم الروايات

زور موقعنا – مكتبة دوت كوم

زور موقع ثقف نفسك -  حيث الثقافة والمعرفة

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire