إبن الرومي حياته من شعره لـ عباس محمود العقاد - kitabot

mercredi 4 février 2015

إبن الرومي حياته من شعره لـ عباس محمود العقاد

لو أن «ابن الرومي» أراد أن يحدثنا عن نفسه وعصره ما كان سيزيد شيئًا عما قاله العقاد؛ حيث استطاع بأسلوبه المتميز أن يرسم صورة شاعر من أفضل شعراء العصر العباسي، وأكثرهم تأثيرًا. ولم يكتف العقاد بتتبع سيرته فقط، بل رأى بثاقب نظره أن الصورة لا تكتمل إلا إذا عرض لعصر «ابن الرومي». وحياة «ابن الرومي» هي حلقة متصلة من توالي المصائب والمآسي؛ فقد جمع بين الفاقة بعد الغنى، وبين موت الأحباب والأولاد؛ مما انعكس على شعره، فكان لا يرى في الحياة أملًا. وقد تميز العقاد في تحليله لشعره؛ فبيَّن ما فيه من قوة وضعف، وما استخدمه من أساليب ومعانٍ، كما حلَّل شخصيته وتعمَّق في فلسفته؛ فكان الكتاب صورة حية لشاعر لا زال يسمو بشعره فوق كثير من الشعراء.

مقدمة

  هذه ترجمة و ليست بترجمة

لأن الترجمة يغلب ان تكون قصة حياة ، و أما هذه فأحرى بها ان تسمى صورة حياته ، و لأن تكون ترجمة ابن الرومي صورة خير من ان تكون قصة ؛ لأن ترجمته لا تخرج لنا قصة نادرة بين قصص الواقع أو الخيال ، و لكننا اذا نظرنا في ديوانه وجدنا مرآة صادقة ، و وجدنا في المرآة صورة ناطقة لا نظير لها فيما نعلم من دواوين الشعراء ، و تلك مزية تستحق من أجلها ان يكتب فيها كتاب .
إن مزايا الشعر كثيرة تتفرق بين الشعراء ، و يتفرق الاعجاب بها بين القراء ، و قد يحرم الشاعر احداها او أكثرها و هو بعد شاعر لا غبار عليه ؛ لأنه يحسن نمطا من الشعر تصح به الشاعرية ، كالجمال في الحسان ، يروقنا في كل وجه بلون و سمة و هو في جميع الوجوه رائق جميل ، و كاللمحة الواحدة من ملامح الجمال تحلو في هذا الوجه ، و تحلو في ذاك ، و لا تشابه بينهما في غير الحلاوة ؛ ففي ابن الرومي حياته من شعره العيون ألف عين جميلة لا تشبه الواحدة أختها ، و لا تتفق اثنتان منها في معاني النظرات و محاسن الصفات ، و ليس هناك الا جمال واحد عند الكلام على جوهر الجمال .
و كذلك الشعر ، يعجبنا في كل شاعر بطراز مختلف و هو شاعر سائغ مستملح في كل طراز ، فالذي يعجبنا من المتنبي غير الذي يعجبنا من البحتري ، و الذي يعجبنا من هذين غير الذي يعجبنا من الشريف الرضي او من أبي العلاء ، او من ابي نواس ، او من ابن زيدون ، و الذي يستحق به كل واحد منهم صفة الشاعرية ، غير الذي يستحقها به البقية !


فقد تفرقت مزايا الشعر كما قلنا أيما تفرق ، و امتنع الاعجاب بهن جميعا على الحصر و التعريف .
غير ان المزية التي لا غنى عنها ، و التي لا يكون الشاعر شاعرا الا بنصيب منها ، هي مزية واحدة ، او هي مزية نستطيع ان نسميها باسم واحد ، و تلك هي الطبيعة الفنية .
نتعمد أن نقول : أنها تسمى باسم واحد ؛ لأنها في الحقيقة أشياء شتى تدخل في عموم هذه التسمية .
فالطبيعة الفنية هي الطبيعة التي بها يقظة بينة للاحساس بجوانب الحياة المختلفة ، و هنا ينتهي بنا الاجمال الى كلمة كأنها كلمات ، او كأنها معجم كامل من المصطلحات ، أليت جوانب الحياة علميا لا حد لها في العدد و لا في الصفة ؟ ثم أليست أنواع التيقظ لتلك الجوانب اشتاتا و اخلاطا لا تجتمع في حصر حاصر ؟ بلى ! فمن المتيقظين لجوانب الحياة من هو عميق الشعور بها ، و من هو متوفز الشعور او مهتاجه او مستفيضه او محصوره او مستقيمه او منحرفه ، الى غير ذلك من أنواع الشعور و درجاته ، فالذي تجمعه كلمة اليقظة هنيهة لا تلبث أوصاف اليقظة ان تفرقه كل مفرق ، فهل من سبيل الى اسلاس المعنى ، و تقريب مقاده للتعريف و التوضيح ؟

بيانات الكتاب



الاسم : ابن الرومي حياته من شعره
المؤلف : عباس محمود العقاد
الناشر : مؤسسة هنداوي
عدد الصفحات : 320
الحجم : 4.15 ميجا
تحميل كتاب ابن الرومي حياته من شعره

 



روابط تحميل كتاب ابن الرومي حياته من شعره






أشترى كتبك الورقية بخصومات كبيرة وتوصيل لباب بيتك

رابط تحميل مباشر  - جوجل درايف

رابط تحميل فورشيرد  
طريقة التحميل


التواصل والإعلان على مواقعنا

قراءة اونلاين
أشترك فى قائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب

تابعنا على الفيسبوك

تابعنا على تويتر

زور موقعنا الجديد – معرفة بلس

 زور موقعنا الجديد – عالم الروايات

زور موقعنا – مكتبة دوت كوم

زور موقع ثقف نفسك -  حيث الثقافة والمعرفة



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire