ما يقال عن الإسلام لـ عباس محمود العقاد - kitabot

vendredi 13 février 2015

ما يقال عن الإسلام لـ عباس محمود العقاد


يمكن القول إن الكتب التي ألَّفها الغربيون عن الإسلام والأمم الإسلامية أكثرُ من أن تُحصى، متناولين كافة الموضوعات المتعلِّقة بعقائد الإسلام وحضارته وتاريخه، ولكن كتاباتهم لم تكن جميعها صائبة أو صادقة؛ بل حمل بعضها الكثير من الخطأ والكذب بحسن نية نتج عن بعض الجهل، أو بسوء نية مُتعمَّد مرجعُه التعصب؛ فكانت هناك دراسات موضوعية تحمل تجرُّد البحث العلمي وتطلب الحقيقة لذاتها، وأخرى تغلب عليها روح الطائفية الدينية أو العنصرية، فتنسب لحضارة الإسلام كل نقيصة، وتدَّعي على أبنائه ما ليس بهم من صفات. وقد جَمع العقاد أهم ما كُتب في الإسلام من آراء لكبار المؤلفين والأكاديميين، وناقش ما قالوه بمنهجه العلمي بعيدًا عن التعصب المتشنِّج؛ ليبين كيف تنظر النخبة الثقافية الغربية للإسلام، وبالتالي كيف يتشكَّل الرأي العام الغربي تجاه الإسلام.

مقدمة


نعرض في هذا الكتاب لأشتات من الكتب الحديثة التي يؤلفها الغربيون عن الإسلام و الأمم الإسلامية ، و نرى فيها اختلافا بين الصواب و الخطأ ، أو الصدق و الكذب ، أو حسن النية و سوئها ، يصح ان نخرج منه بنتيجة عامة كالميزان لآراء القوم نفهم منه كيف يقولون قبل ان نعرض لما يقال او لموضوع المقال ، و فيما نقدم من الملاحظات على الكتب التي نعرض لها مادة كافية لتحرير هذا الميزان و الانتفاع به في تقويم الآراء و أصحاب الآراء ، كلما وقفنا على مؤلف جديد لهم فيما يتحدثون به عن الدين الإسلامي او عن الأمم الإسلامية .
و أهم ما يهم في هذه الاشتات المتفرقة من المؤلفات هو محك الإخلاص في كتابتها ؛ فمن هم المخلصون منهم ؟ و لماذا يخلصون ؟
ما يقال عن الإسلام كل ما اطلعنا عليه من مؤلفاتهم المتلاحقة في العصر الحاضر يدل على أن المخلصين منهم فريقان : طلاب المعرفة ، و طلاب العقيدة ؛ و قد تجمعهما فئة واحدة يقال عنهم جميعا : إنهم طلاب الحقيقة في عالم العلم و في عالم الضمير .
إن العلماء المتجردين للبحث العلمي عندهم يتحررون جهدهم من الاهواء النفسية التي تحول بين الباحث و تقرير ما يراه كما رآه ، و منهم من يقرر مذهبا له فلا يفرق بين المشاهدات التي تؤيد مذهبه و المشاهدات التي تنقضه او تشكك فيه او تذره معلقا بين النقض و التأييد ، فينتهي الى ترجيح مذهبه ثم يتبع الترجيح بقوله : إن المذهب حتى الآن ثابت لولا ما يرد عليه من هذه المشاهدة او تلك في جملة المشاهدات ... و ليس بهؤلاء من خفاء فيما يكتبون ؛ لأنه ينم على مقاصد أصحابه بعد مراجعة يسيرة ، و منهم من عرفوا بالأمانة العليمة فيما كتبوه عن سائر المطالب العليمة غير الإسلام .
أما طلاب العقيدة فهؤلاء هم زمرة من الباحثين داخلهم الشك في عقائدهم التي ولدوا عليها ، و غلب عليهم الايمان بأن الشرق هو مصدر الأديان و أن الباحثين عن العقائد الروحية مرجعهم اليه في الزمن الحديث كما كانوا يرجعون اليه في الزمن القديم .
و اذا كان من هؤلاء من وقعت الجفوة بينه و بين رؤساء دينه فالغالب عليه في كتاباته عن الإسلام ان تصطبغ أقواله عنه و عن تاريخ الأمم الإسلامية بحماسة بينة تشبه حماسة المؤمن بدينه و إن لم يبلغ به الأمر مبلغ التدين بالعقائد الإسلامية او مبلغ الانتساب الى الإسلام ، و من هؤلاء الكاتب الاسباني (( بلا سكو أبانيز )) الذي قال في كتابه (( تحت ظلال مكاب )) باللغة الإنجليزية في مقارناته بين التواريخ الأوروبية و التواريخ الإسلامية ، فلا يكاد يقارن بين شيئين تشتمل عيه التواريخ الا كان الرجحان بينهما للكفة الإسلامية ، مع الاطناب من ناحية ، و التنديد من الناحية الأخرى .
بيانات الكتاب
الاسم : ما يقال عن الإسلام
المؤلف : عباس محمود العقاد
الناشر : مؤسسة هنداوي
عدد الصفحات : 218
الحجم : 5 ميجا
تحميل كتاب ما يقال عن الإسلام

 

 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire