يطرح هذا الكتاب السؤال القديم الجديد: هل ثمة عداءٌ بين الدين بنصوصه الثابتة والعلم بتطوره المستمر؟ فيستعرض ثلاث قضايا علمية كبرى أحدثت ضجَّات تاريخيَّة وهزت البلاط الكنسي في القرون الوسطى؛ حتى وصلت باتهام أصحابها بالهرطقة والحكم عليهم بالموت. ويعرض الفصل الأول النظريات العلمية في علم الفلك والكون، وكيف تصادمت تلك النظريات آنذاك مع تفسيرات اللاهوتيين الظاهرة للنصوص الدينية المقدسة .
كثير ما علت الصيحة في هذه الأيام ان بين الدين و العلم عداء و أن في طبيعة الدين شيئا يعاند طبيعة العلم أو بالعكس . و الحقيقة أن هذا القول له مبرراته القديمة و الحديثة . و له فوق ذلك وقائع يذكرها التاريخ و وقائع تقع تحت أعيننا . غير ان مجرد القول بأن بين الدين و العلم عداء و صراعا ، و مجرد رواية الوقائع التاريخية أو حدوث وقائع في زماننا هذا تؤيد ما يرويه التاريخ ، ليست بدليل قاطع على ان في طبيعة الدين شيئا يعاند طبيعة العلم أو أن طبيعة العلم شيئا يعاند طبيعة الدين . و لو أنك نظرت نظرة أولية في حالات الحضارة الحديثة لوقعت لأول وهلة على أشياء تدلك على صحة ما نذهب اليه . فإن العلم يجري تياره بأقصى ما جرى تيار من التقدم في كل العصور ، و تجد بجانبه روح الدين قائمة راسخة القواعد ، و أنها لم تكن في عصر من العصور الماضية بأكثر ثباتا في النفوس منها في عصرنا هذا . نعم إننا لا ننكر أنه مرت على المدينة عصور خفت فيها صوت الدين ليعلو صوت المادية حينا ، و لكنا نجد مع هذا أنه مهما حفت صوته في الخارج ، فإن ثباته في النفوس لم يضعف ، و ركيزته في اليقين لم تهن . و لو صح ان بين الدين و العلم عداء و صراعا ، فكيف ان هذا الصراع الذي ظل قائمة بينهما خمسة و عشرين قرنا من الزمان لم ينته بأن يصرع أحدهما الآخر ؟ و هل خمسة و عشرون قرنا غير كافية لأن تنهي المعركة و تنصر فريقا ؟
الحقيقة ان الصراع ليس قائما بين العلم و الدين . و الحقيقة ان الدين و العلم كل منهما يستمد من ناحية من نواحي التكوين الفكري في الإنسان ؛ لهذا ظل الدين باقيا و ظل العلم ثابت لأن كلا منهما مظهر من مظاهر الفكر الإنساني . و لكن اذا اعتقدنا هذا ، فبأي شيء نعلل ذلك التاريخ الطويل الذي حاول فيه رؤساء الدين أن يخفتوا صوت العالم و بأي شيء سوف نعلل ذلك الصراع الذي سيحاول فيه رجال العلم ان يخفتوا صوت الدين في المستقبل ؟
اذا اعتقدنا ان الصراع لم يقم بين الدين على اعتبار انه شيء مستمد من طبيعة الانسان و بين العلم على اعتبار انه شيء مستمد من القوة العاقلة التي خص بها الحيوان الناطق ، و اعتقدنا ان الصراع قام في الواقع بين اللاهوت المذهبي و بين العلم ، استطعنا ان نعلل حوادث التاريخ بل استطعنا ان نظهر على شيء مما سوف يقع في المستقبل .
المؤلف : أندرو ديكسون وايت
الناشر : مؤسسة هنداوي
عدد الصفحات : 202
الحجم : 16 ميجا
تحميل كتاب بين الدين و العلم
رابط تحميل فورشيرد
طريقة التحميل التواصل والإعلان على مواقعنا
قراءة اونلاين
أشترك فى قائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب
تابعنا على الفيسبوك
تابعنا على تويتر
زور موقعنا الجديد – معرفة بلس
زور موقعنا الجديد – عالم الروايات
زور موقعنا – مكتبة دوت كوم
زور موقع ثقف نفسك - حيث الثقافة والمعرفة
مقدمة
كثير ما علت الصيحة في هذه الأيام ان بين الدين و العلم عداء و أن في طبيعة الدين شيئا يعاند طبيعة العلم أو بالعكس . و الحقيقة أن هذا القول له مبرراته القديمة و الحديثة . و له فوق ذلك وقائع يذكرها التاريخ و وقائع تقع تحت أعيننا . غير ان مجرد القول بأن بين الدين و العلم عداء و صراعا ، و مجرد رواية الوقائع التاريخية أو حدوث وقائع في زماننا هذا تؤيد ما يرويه التاريخ ، ليست بدليل قاطع على ان في طبيعة الدين شيئا يعاند طبيعة العلم أو أن طبيعة العلم شيئا يعاند طبيعة الدين . و لو أنك نظرت نظرة أولية في حالات الحضارة الحديثة لوقعت لأول وهلة على أشياء تدلك على صحة ما نذهب اليه . فإن العلم يجري تياره بأقصى ما جرى تيار من التقدم في كل العصور ، و تجد بجانبه روح الدين قائمة راسخة القواعد ، و أنها لم تكن في عصر من العصور الماضية بأكثر ثباتا في النفوس منها في عصرنا هذا . نعم إننا لا ننكر أنه مرت على المدينة عصور خفت فيها صوت الدين ليعلو صوت المادية حينا ، و لكنا نجد مع هذا أنه مهما حفت صوته في الخارج ، فإن ثباته في النفوس لم يضعف ، و ركيزته في اليقين لم تهن . و لو صح ان بين الدين و العلم عداء و صراعا ، فكيف ان هذا الصراع الذي ظل قائمة بينهما خمسة و عشرين قرنا من الزمان لم ينته بأن يصرع أحدهما الآخر ؟ و هل خمسة و عشرون قرنا غير كافية لأن تنهي المعركة و تنصر فريقا ؟ الحقيقة ان الصراع ليس قائما بين العلم و الدين . و الحقيقة ان الدين و العلم كل منهما يستمد من ناحية من نواحي التكوين الفكري في الإنسان ؛ لهذا ظل الدين باقيا و ظل العلم ثابت لأن كلا منهما مظهر من مظاهر الفكر الإنساني . و لكن اذا اعتقدنا هذا ، فبأي شيء نعلل ذلك التاريخ الطويل الذي حاول فيه رؤساء الدين أن يخفتوا صوت العالم و بأي شيء سوف نعلل ذلك الصراع الذي سيحاول فيه رجال العلم ان يخفتوا صوت الدين في المستقبل ؟
اذا اعتقدنا ان الصراع لم يقم بين الدين على اعتبار انه شيء مستمد من طبيعة الانسان و بين العلم على اعتبار انه شيء مستمد من القوة العاقلة التي خص بها الحيوان الناطق ، و اعتقدنا ان الصراع قام في الواقع بين اللاهوت المذهبي و بين العلم ، استطعنا ان نعلل حوادث التاريخ بل استطعنا ان نظهر على شيء مما سوف يقع في المستقبل .
بيانات الكتاب
الاسم : بين الدين و العلمالمؤلف : أندرو ديكسون وايت
الناشر : مؤسسة هنداوي
عدد الصفحات : 202
الحجم : 16 ميجا
تحميل كتاب بين الدين و العلم
روابط تحميل كتاب بين الدين و العلم
أشترى كتبك الورقية بخصومات كبيرة وتوصيل لباب بيتك
رابط تحميل مباشر - جوجل درايفرابط تحميل فورشيرد
قراءة اونلاين
أشترك فى قائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب
تابعنا على الفيسبوك
تابعنا على تويتر
زور موقعنا الجديد – معرفة بلس
زور موقعنا الجديد – عالم الروايات
زور موقعنا – مكتبة دوت كوم
زور موقع ثقف نفسك - حيث الثقافة والمعرفة
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire