من رسائل الرافعي لـ محمود أبو ريه - kitabot

mercredi 18 février 2015

من رسائل الرافعي لـ محمود أبو ريه

  رسائل التي بعث بها نابغة الادب وحجة العرب مصطفى صادق الرافعي الى صديقه محمود ابوريه.

مقدمة


كيف عرفت مصطفى الرافعي
الآن وقد خار الله لي أن أنشر " رسائل الرافعي " التي بعث الي بها في مدى الزمن الذي صادقته فيه بعد أن ظلت مطوية عندي زمنا طويلا أرى من الواجب علي أن أقدم بين يديها صدرا من القول أبين فيه كيف عرفت هذا الكاتب البليغ والنابغة الحجة وأكشف للناس عن السبب الذي هيأ لي أن أتصل به , ذلك الاتصال الذي نما حتى صار صداقة وثيقة أصفيته فيها مودتي , وأخلصت له ولائي وآثرته باعزازي والذي جعله رحمه الله يخلطني بنفسه ويصطفيني لصحبته ويشاورني حتى في خاص أحواله ويظهرني على مكنون أسراره .
من رسائل الرافعي ولقد كان نشر هذه الرسائل من آماني العزيزة لأن هذا مما يجب علي أداؤه للرافعي رحمه الله ولجميع الناطقين بالضاد من جميع أقطار الأرض ولطالما وددت تحقيقها من قبل لولا ما رمتني به الأقدار من مصائب فادحة في أولادي ومصاعب متلاحقة في حياتي حتى أصبحت ممزق القلب مشرد اللب لا أكاد أحسن عملا أتولاه ولا أجيد أمرا أقوم به .
ترجع معرفتي بأديبنا الكبير الى أوائل سنة 1912 ايام أن كانت الحرب الطرابلسية مستعرة بين الترك والطليان وكان الأمير الجليل شكيب أرسلان رحمه الله قد ألم بمصر حينئذ في طريقه مع بعثة الهلال الأحمر الى طرابلس الغرب وما كاد يحط بيننا رحاله حتى أشرق على الوادي نور بيانه فاستنارت أندية الأدب واستضاءت وجوه الصحف وكنت يومئذ في صدر شبابي والأدب قد غاب حبه على قلبي حتى أغرمت به غراما ولكني كنت لا أدري أيها أهدى الى دراسته سبيلا ولم أكن قرأت من نصوصه الا كتبا قليلة أوصاني بقراءتها العالم الكبير محمد فريد وجدي بك حفظه الله .
ولما رأيت الأبصار قد رنت الى هذا الأمير الجليل وذكره قد استفاض حتى نفذ الى كل مكان وأن رجال الأدب قد ذهبوا في تقديره والاعجاب به الى أن لقبوه بأمير البيان ساقتني الرغبة المشبوبة بين جوانحي لدراسة الأدب الى أن أتوجه له بكلمة أرغب اليه فيها أن يبين لي وللذين هم في هوى الأدب مثلي كيف يبلغون منه غايتهم وما هي السبل التي يسلكونها لكي يدركوا بغيهم .
فأجابني بجواب مستفيض ملأ صدر النسخة التي خرجت من جريدة المؤيدة في يوم الاثنين 9 فبراير سنة 1912 جعل عنوانه " الآداب العربية وتاريخها للرافعي " وكان صدر الجريدة يزين حينئذ كل يوم بمقال ممتع من تحبيره في الأدب والسياسة والتاريخ والاجتماع ومصدر بهذه العبارة :
" لسعادة الكاتب العثماني الكبير صاحب الامضاء " أما الأمير فكان يرمز لاسمه في أعقاب ما يكتب بهذا الحرف " ش " وقد ساق الأمير الجليل في هذا الجواب – الذي ما زلت أحتفظ به وأعده من نفائس البيان – نصيحة غالية لكل من يريد دراسة الأدب ليكون أديبا منشئا ممن أوتوا طبائع مواتية وقد أبان فيها عن طريقته هو التي اتخذها لنفسه في دراسته – ولما عرض للمصادر والنصوص التي يجب على كل أديب أن يتدبرها أنشأ يثنى ثناء طيبا على كتاب " تاريخ آداب العرب للرافعي " وفضله وكان قد ظهر حينئذ الجزء الأول منه ومن ثم أخذت أقبل على ما كان للرافعي من كتب لأدرسها وأنتفع بها ولم تنقض بضعة أشهر على ذلك .
بيانات الكتاب
الاسم: من رسائل الرافعي
المؤلف: محمود أبو ريه
الناشر: دار المعارف
عدد الصفحات: 334
الحجم: 4 ميغا بايت
شراء النسخة الورقية: من هــنــا
تحميل كتاب من رسائل الرافعي

 

 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire